12 سبتمبر 2025

تسجيل

يحافظ على الأمانة

04 يوليو 2015

إن الحق سبحانه وتعالى جعل الإسلام خاتم الأديان والنبي صلى الله عليه وسلم خير البشر وأمة الإسلام خير الأمم، وعلة خيرية هذه الأمة التي ذكرت في القرآن الكريم هي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وفي اللحظة التي لا تأمر فيها الأمة بالمعروف ولا تنهى عن المنكر فقدت خيريتها، بل هي أمة كأية أمة لا شأن لها عند الله، ونحن في هذه الأيام المباركة نريد أن نكون خير البرية، والمسلم في رمضان يحرص كل الحرص على الامتثال لتوجيهات الدين وتعاليمه حتى يفوز بما أعده الله لعباده المخلصين, فهو يحافظ على قيم الإسلام وآدابه ومن القيم الأساسية في الإسلام أداء الأمانة، وهي التزام الإنسان بالقيام بحق الله وعبادته على الوجه الذي شرعه مخلصا له الدين وكذلك التزام بالقيام بحقوق الناس من غير تقصير، فكما تحب أن يقوموا بحقوقك من غير تقصير فإنهم يحبون أن تقوم بحقوقهم من غير تقصير فالحرص على أدائها أمر واجب يلتزم به الإنسان بصورة عامة تؤدي جميعها إلى هدف واحد وهو أداء الأمانة حسب مقتضيات الحال، فالأمانة قد تعني المحافظة على الشيء الذي يتم إيداعه لدى الإنسان كما أن الأمانة قد تعني المحافظة على العهد في الحالات العامة كالموظف الذي يحافظ على أداء عمله بإتقان وإخلاص ومن أبرز معاني الأمانة دخولها في مجال العبادة لله عز وجل ولذلك ورد في كثير من توجيهات القرآن الكريم وهديه الأمر لكل مسلم بالمحافظة على أداء الأمانات إلى أهلها. إن عبادة الله عز وجل وعمارة الكون بما يرضي الله سبحانه وتعالى باعتبارهما الهدف من وجود الإنسان أمانة يجب على كل إنسان الوفاء بها، فلا راحة في الحياة مهما تيسرت فيها سبل الرخاء، وتنوعت فيها وسائل المتع والملذات دون أن يشعر فيها الإنسان بالأمان من البوائق، والسلامة من الشرور وينعم بظل الأمن الوافر حتى تستقر القلوب في حنايا الصدور، ولا يتحقق ذلك إلا بالإيمان الصادق بالله، والقيام بالأمانات الموكولة إلى الناس، فالأمانة أم الفضائل ومنبع الطمأنينة وهي من أبرز أمارات الإيمان ودلائل التقوى بل إن الإيمان نفسه أمانة في عنق العبد، فلا إيمان لمن لا أمانة له، ولا دين لمن لا عهد له و لا عجب فرسل الله يختارون من أشرف الناس طباعا وأزكاهم معادنا فظلت نفوسهم معتصمة بالفضيلة والمحافظة على حقوق الله وحقوق العباد وهدا يتطلب أخلاقا لا تتغير لاختلاف الأيام ومنها تحلي الرسل بالأمانة وإن من أجل الصفات لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم هي الصادق الأمين لدلك تجد حرصه في هديه لأمته وتربيتهم على الفضائل وحسن الخلق، فمن معاني الأمانة أن يحرص المرء على أداء واجبه كاملا في العمل الذي يناط به ويستنفذ جهده في إتمامه تمام الإحسان وأن يخلص الرجل لشغله وأن يعتني بإجادته، فلقد فرض الإسلام على المسلمين الأخذ بخلق الأمانة، وحرم عليهم أن يسلكوا مسالك الخيانة، فمن كان أمينا كان مطيعا لربه في إسلامه، ومن كان خائنا كان عاصيا لربه في إسلامه، إن أداء الأمانة من أجل صفات المسلم التي تظهر بها ديانته ويتأكد بها إيمانه، فهي الفضيلة العظمى والمسؤولية الكبرى، وهي قيمة كبرى من قيم الدين الحنيف التي تصان بها الحقوق وتحفظ بها الواجبات من الضياع، إنها الفريضة التي يتواصى المسلمون برعايتها، ويستعينون بالله تعالى على حفظها وقد أمر الله عباده المؤمنين بالمحافظة على الأمانة وأدائها إلى أهلها، وأن يحكموا بين الناس في تقويم أفعالهم وتصرفاتهم بالعدل يقول الله تعالى:(إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها )النساء:58، لذلك يحثنا ديننا الحنيف أن يكون كل مسلم ذا ضمير يقظ, تصان به حقوق الله تعالى وحقوق الناس شعور المرء بتبعته ومسؤوليته في كل أمر يوكل إليه وإدراكه الجازم أنه محاسب عنه أمام ربه.