17 سبتمبر 2025
تسجيلكان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو ربه جل وعلا: (اللهم عافني في بدني اللهم عافني في سمعي اللهم عافني في بصري)، وكان من دعائه: (اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا وقواتنا ما أحييتنا واجعله الوارث منا...إلخ).يدعو ربه تعالى بالمعافاة في السمع ويدعوه جل وعلا أن يمتعه بصحة وعافية في السمع والبصر والقوة، تلك هي العافية، أن تكون صحيحاً معافى في سمعك وبصرك وسائر قواك، تسمع الأصوات وتميز بينها وتفهم المراد والمقصود، فالصارخ والمنادي ورافع العقيرة هذه هي العافية الحسية للسمعوأما العافية المعنوية في السمع وهي التي لها الأهمية القصوى، فهي أن تسمع ما يرضي الله تعالى كالقرآن، ثبت علمياً أن سماع القرآن ينشط الجهاز المناعي عند الإنسان، والذكر والحديث حتى حديث الناس العادي.ولقد قدّم الله تعالى السمع على البصر في الآيات كقوله تعالى: (إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً)، وقال تعالى: (وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون).قال أهل العلم: إن تقديم السمع على البصر في الآيات لأهمية السمع واعتماد كل الحواس عليه، فالسمع أبلغ وأعظم وبه يتعلم الإنسان الكثير من أموره وأحواله (ألم تر أن الإنسان إذا كان يتكلم ولكنه لا يسمع فإنه لا يعرف شيئاً ولا يتعلم إلا ما ندر، بينما الإنسان الذي يسمع ولا يتكلم يتعلم كثيراً من شؤونه الحياتية ومتطلباتها، فالأذن تستقبل جميع الأصوات من جميع الجهات، بينما البصر لا يستقبل إلا ما هو في حدود اتجاه العين).العافية في السمع ألا تسمع الأذن الحرام كالموسيقى والأغاني والغيبة والسب والطعن والسخرية بدين الله ورسوله وآياته، التنصت والتجسس.ولقد نفى الله تعالى العافية في السمع عمن صرف سمعه فيما لا يرضاه الله تعالى مع أن لهم آذاناً مركبة فيهم، فقال عن أقوام: (ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضلّ أولئك هم الغافلون).العافية في السمع أن تثمن النعمة وتقدرها وتشكر منعمها، ولك أن تنظر فيمن لا يسمع ولا يعرف شيئاً عن الأصوات وانظر إلى نفسك كيف منحك الله تعالى السمع فميزت وفرقت وأحطت بكل مطلوب الأصوات.متعة الأسماع تكون في سماع كلام الله تعالى.