13 سبتمبر 2025
تسجيلمر عام كامل على الانقلاب الأسود، الذي نفذه وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي ضد الدكتور محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر الحديث، مما قلب الأوضاع في مصر رأسا على عقب، وخلط الأوراق في المنطقة كلها، مع محاولة الانقلابيين إعادة مصر والعالم العربي إلى عصر ما قبل الربيع العربي.هذا الانقلاب الدموي الأسود دفع مصر إلى أتون أزمة طاحنة ومزلزلة، لأنه قاد إلى فقدان التوازن في العالم العربي الذي يعاني من الاختلال أصلا، وأغرق مصر والمنطقة في مستنقع من العنف والاضطراب وعدم الاستقرار.تظهر جردة حساب أولية لعام من حكم العسكر والانقلابيين الحصاد المر لهذا الانقلاب خلال 12 شهرا فقط، وهو العام الذي أطلقت عليه الوكالات الدولية، ومنظمات حقوق الإنسان ومؤسسات المجتمع المدني، "الحقبة الأكثر سوادا في تاريخ مصر الحديث"، فقد قتل الانقلابيون ما يزيد على 6000 مصري بريء، وجرحوا ما يزيد على 20 ألف آخرين، واعتقلوا أكثر من 42 إنسان بريء، وحكموا بالإعدام على 1400 شخص على الأقل، ومات تحت التعذيب عدد غير معروف، وبلغ عدد الأطفال المعتقلين في سجون الانقلابيين نحو 560 طفلا، واعتقلت النساء والطالبات وحرائر مصر، وتم الاعتداء على بعضهن واغتصاب أخريات من قبل العسكر والبلطجية، مثل السيدة ندى أشرف التي اغتصبت داخل مدرعة للجيش، يفترض أن الجيش اشتراها من أموال الشعب من أجل حمايته وليس اغتصاب بناته ونسائه.خلال هذا العام مارس الانقلابيون كل آلافك والظلم، وعاثوا فسادا في مصر، ونشروا الخراب والدماء والدماء والدموع، وقسموا الشعب إلى شعبين، وحطموا قدرات البلاد وأدخلوها في نفق مظلم بلا نهاية، فمصر تعاني من الشلل الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، ومن العهر الإعلامي والقضائي، وتحولت المؤسسات الإعلامية إلى ذراع للانقلاب، كما تحول القضاء "الشامخ" إلى أداة بيد الانقلابيين من أجل تصفية الخصوم السياسيين، وهو ما أدانته المنظمات الحقوقية الدولية.كثيرة هي أوجه الخراب التي صنعها هذا الانقلاب الأسود، فقد أخرج "الدولة العميقة" من أوكارها وأنفاقها، ودفع بعناصرها إلى الواجهة من جديد، وكشف انحطاط الإعلام في مصر، وترديه بترويجه للكذب وصناعة الصور المزيفة الخادعة، والتي اعترف بها مهندسها خالد يوسف الذي أقر أنه استخدم مؤثرات لزيادة عدد المتظاهرين في 30 يوليو، وكشف الدرك الذي وصل إليه القضاء المصري الذي يصدر أحكاما بالجملة ضد الأبرياء من أنصار الشرعية ومعارضي الانقلاب الأسود، وكشف عن طبقة رجال الأعمال الفاسدة التي مولت الخراب ولا تزال تموله، وهي تمتص خيرات البلد وتفقر أهله. وكشف عن تفاهة وسقوط ونذالة ما يسمى "مثقفون" الذين ساندوا "بيادة العسكر" على حساب الحرية والكرامة والعدالة.بعد عام من الانقلاب خزينة مصر مفلسة، ولا يوجد فيها ما يكفي من المال لدفع رواتب "جيش العاملين في الدولة" والذين يصل عددهم إلى 8 ملايين موظف، مما دفع الانقلابيين إلى الاقتراض من الداخل والخارج، وسحب الأموال من البنوك المحلية، مما ترك البلد بلا سيولة، ودمر قطاع السياحة، وفرض المزيد من الضرائب ورفع أسعار المحروقات والمواد الغذائية، وعلى وشك أن يرفع أسعار الكهرباء، وعقد صفقة لاستيراد الغاز من "الكيان الإسرائيلي المحتل" بعد أن منح نظام مبارك الغاز إلى هذا الكيان مجانا.كيفما أدرت الصورة في مصر فهي سوداء قاتمة بسبب الانقلاب والانقلابيين من تحالف العسكر والفلول والمثقفين والقضاة والإعلاميين الفاسدين، وهي صورة لا يمكن أن تتغير إلا بسقوط الانقلابيين الجاثمين على صدر مصر والأمة العربية من المحيط إلى الخليج باستثناء "الكفلاء الماليين" والرعاة الإقليمين والدوليين.إسقاط الانقلاب ضرورة لازمة، ودحر الانقلابيين في مصر فرض وواجب، والمصريون الشرفاء الذين لم يملوا من التظاهر ضد هذا الانقلاب منذ عام كامل، رغم القتل والسجن والتنكيل يصنعون معجزة، فهم لم يملوا من التظاهر ليلا ونهارا، صيفا وشتاء، في المنشط والمكره، وهم مصرون على دحر الانقلاب مهما كان الثمن، وهم سينتصرون بإذن الله، لأن إرادة الشعوب لا تهزم أبدا.