12 سبتمبر 2025

تسجيل

دراما «هادفة» و«هادمة»

04 يوليو 2014

الأعمال الدرامية في مختلف اتجاهاتها، الكوميدية والتراجيدية والوثائقية التاريخية، إنما ذات هدف ورسالة إنسانية واجتماعية، تعزز من دور الفنون في الحياة ومساهمتها الراقية في تطوير السلوكيات الاجتماعية والارتقاء بالأخلاق الحسنة والقيم والفضائل، وإذا لم تنجح في فعل ذلك فإنها تصبح كارثة مدمرة للمجتمع والفرد. ونحن نعيش أجواء الشهر الفضيل، كنا نقرأ عن أعمال درامية ومسلسلات كان يفترض أن تحمل بصمة وتوقيع "هادفة" ولكنها فضلت بدلا عن ذلك بصمة "هادمة" وهي بالأحرى صادمة وخادشة للحياء والذوق العام، وكأن الممثلين الذين أتاهم الله قليلا من الموهبة الدرامية يعقدون العزم خلال شهر رمضان على إفساد الأجواء الروحية وتخريب خصوصية الشهر وتجاور العوائل عند الإفطار والسحور.يبدو أن تفكير الممثلات تحديدا ينصب في لبس أزياء غير محتشمة ولا تليق بالأعراف الاجتماعية، مقتصدة جدا في أقمشتها، تظهر وتكشف أكثر مما تستر، لاصقة، حازقة، تثير الغرائز بصورة متعمدة، فهل هؤلاء عقدن صفقة مع الشيطان للقيام بواجباته خلال تصفيده ومنع وسواسه وأمره بالعصيان؟هناك أعمال درامية راقية ولها رسالتها ومغزاها الجميل، ولا يوجد حرج فيها على الإطلاق، ويمكن للعائلات أن تجتمع في مكان واحد لمتابعتها دون أن نخشى أي مشهد أو لقطة سقطت من الرقابة المتجاهلة لكثير من المشاهد غير الضرورية ولا تخدم العمل أو تنتقص من قيمته الفنية، فلماذا لا تحرص الممثلات على أداء أدوار اجتماعية ودينية بعيدة عن إسفاف الراقصات والكباريهات والشقق المفروشة، ومشاهد تدخين الحشيش والمخدرات التي تثير الاشمئزاز ومعها شرب الخمور والغواني اللائي يتمايلن ذات اليمين والشمال دون مسوغ فني لذلك كله. نحتاج أمام هذا الطفح غير الفني للضغط الاجتماعي للتعامل مع الفن بصورة أفضل من مظاهر الانحطاط التي تفرضها الممثلات والمنتجون في مسلسلات تدخل كل بيت، وبحاجة إلى أكثر من مقص الرقيب الذي لا يقص الكثير من الإسفاف.. نحتاج إلى ضمائر أكبر من أن تتعامل بسطحية مع تخريب الرسالة الفنية وفتح الباب لأنصاف المواهب لإكمال الأدوار بما تبقى من العري والرخص الذاتي.. نحتاج إلى ممثلين حقيقيين لا يتنازلون عن رسالتهم الفنية ويحترمون أنفسهم والجمهور المتلقي وتجارب السابقين الذين قدموا أعمالا خالدة أسوة بروائع الفن العالمي التي لم تكن رخيصة لأنها لم تكشف مستورا أو ترقص ابتذالا أو تسمح بضعيفي أو معدومي الموهبة للقيام بأدوار لا يستحقونها.