10 سبتمبر 2025

تسجيل

الأستاذ سلمان المالك..والجمعيات الخيرية!!

04 يوليو 2011

بداية انني من المعجبين بريشة استاذنا القدير سلمان المالك، سواء في لوحاته الفنية ورسوماته التشكيلية او الكاريكاتيرية لما يمتاز به من اختزال للفكرة واختصار للخطوط.. هذا الاعجاب قديم عهده يعود الى بدايات الاستاذ عندما كنا يافعين نتتبع ما ينشره وزملاؤه من الادباء والفنانين في الثمانينيات وما بعدها في مجلات وملاحق ادبية وفنية.. حاولت الخميس 30 يونيو الماضي ان اتمعن في الكاريكاتير الذي رسمه الاستاذ سلمان بريشته المعبرة في الصفحة الاخيرة من الزميلة الوطن تحت عنوان "الجمعيات الخيرية" ولكني لم اهتد الى امر ذي بال بعد وقفة غير قصيرة لفهم ما يرمي اليه رغم صلتي الوثيقة بالشأن الخيري عامة..الا ان تكون الرسمة من القديم الجديد كما يقال! وتم انتقاؤها عشوائيا من قبل الجريدة بحكم ظروف الصيف.. فالرسمة قد تتطابق مع ظروف هذه الجمعيات في العقود الماضية عندما كانت تدار بشكل اداري تقليدي وكان يقتصر دورها على مساعيها الحثيثة لجمع التبرعات والصدقات من خلال كل المنافذ والوسائل المتاحة، وهكذا لتنفقها في قطاعات معينة محتاجة لم تكن تخضع لدراسات متعمقة حول مدى استحقاقها وحدود حاجتها ومداها. ولكن احداث 11 سبتمبر جاءت لتقلب الموازين السائدة كلها دافعة الجمعيات الخيرية الى طور مؤسسي جديد مغاير تماما لسيرتها السابقة.. كما جرت دماء جديدة في اركانها المختلفة واثبتت هذه الجمعيات حضورا لافتا في الشأن الاجتماعي الى درجة اغبطتها بعض المؤسسات الرسمية على ما حققته من انجازات كبيرة على مختلف الاصعدة داخل البلاد وخارجها. بل إنها اصبحت شريكة استراتيجية لبعض الاجهزة الحكومية او شبه الحكومية في الدولة متحولة الى وسيلة قوية وامينة للتعبير عن بعض التوجهات الرسمية او غير الرسمية.. لذا فان رسمة استاذنا القدير لم تأت معبرة عن واقع هذه الجمعيات حاليا فهي لم تعد تنظر الى ساحة العمل الخيري باعتبارها بركة صغيرة تحاول كل منها ضمان نصيبها او صيدها.. بل ان هذه النظرة اصبحت واسعة تراعي آفاقا بلا حدود في العمل الخيري وتنفذ من هذا المنطلق مشاريع كبيرة بمعنى الكلمة داخليا وخارجيا، راسمة لنفسها مضمارا للعمل يشمل العالم كله شرقه وغربه.. مستفيدة من النهج الانساني والاممي الذي تتبناه الدولة في سياساتها المنفتحة على العالم. فالشأن الانساني لم يعد قابلا للتقسيم من المنظار الديني "المحافظ" والمصالح الآنية فقط فخطوط المصالح العليا للامم والشعوب اصبحت متشابكة والعلاقات الدولية الجديدة لم تعد تقبل النظرات الضيقة. اذ لم يعد مقبولا لدى الامم الحية ان تعيش في رخاء بينما آخرون يعانون الجوع وشظف العيش والحرمان من الحقوق الاساسية التي اقرتها الاديان السماوية قبل المذاهب والتوجهات البشرية.. ونستطيع ان نقول بثقة ان قطر من الرواد في هذا المجال.. ورغم كل ما يقال عن اولويات الدعم داخل البلاد او خارجها، الجمعيات الخيرية عموما لديها التزاماتها ايضا تجاه داعميها من اهل الخير الذين لهم دور فعال في توجيه سياسات الإنفاق..