27 أكتوبر 2025
تسجيلبعد مضي عام على حصار دولة قطر من شقيقاتها السعودية والإمارات والبحرين ومصر، والذي ارتكبت فيه دول الحصار حماقات لا يستطيع عاقل أن يصدقها. لقد ضربت كل النسيج الاجتماعي وكسرت كل المحرمات المتعارف عليها وشنت حملات الطعن في الأعراض والتعرض للرموز وتعميق الكراهية داخل الأسرة الخليجية وفرضت قوانين تعاقب من يتعاطف مع قطر، ولو كان بالسكوت!. انتشر الذباب الإلكتروني وضعفاء النفوس عبدة الدرهم والدينار ليكيلوا بمكيالين على قطر وأهلها الأبرياء، طردت الدول الأربع الرعايا القطريين من أراضيها، كما طلبت من مواطنيها المقيمين في قطر مغادرتها خلال شهر رمضان الماضي، وهو ما أدى إلى تمزق اجتماعي في آلاف من العائلات الخليجية لم يعرفه التاريخ مسبقا. طردوا القطريين من الحرمين الشريفين ومنعوا الحج والعمرة للعام الثاني على التوالي، وأفتى علماء الضلالة لديهم بأن حصار قطر لصالحها. الحديث عن سخافاتهم ومحاربتهم قطر بشتى السبل يطول، ولكني أطالب كل الجهات المعنية والأفراد أن ينفتحوا على الحياة بدونهم وأن ننساهم ولا نلتفت إليهم. لقد عرف العالم أجمع أن الحصار لم ينل من عزيمة وإرادة قطر وأهلها ولم يضعفها، بل كان محفزاً لها للاستمرار والتقدم وتحقيق أفضل النتائج، سواء دبلوماسياً أو اقتصادياً أو تجارياً، وخصوصاً الأمن الغذائي والإنتاج المحلي، والذي بات يمثل الاستراتيجية الأهم لمستقبل غذائي واقتصادي قطري آمن. حرصت الدولة على توفير جميع المنتجات اللازمة دون أي نقص، ولم يترك الحصار أي تأثيرات سلبية على الحياة الطبيعية في قطر ولا على المشاريع التي تعمل قطر على تنفيذها، بل كان محفزاً للإسراع في إطلاق بعضها مثل ميناء حمد الدولي، مما عزز التبادل التجاري مع الدول حول العالم. هذا بالإضافة إلى تعزيز التبادل السياحي والاقتصادي عبر توسع الخطوط الجوية القطرية نحو وجهات جديدة . كما أن تدفق الروح الوطنية للقطريين وكذلك حب وتمسك المقيمين بهذه الأرض الطيبة كان له دور كبير في تعزيز روابط التضامن والتكاتف بين الشعب والقيادة في صورة مدهشة وجميلة أبهرت كل العالم. تمكنت قطر من توظيف الحصار لصالحها، فقد كان هناك تطوير سريع وزيادة كبيرة في المشاريع ولم يترك الحصار أي تأثيرات على وتيرة النمو الاقتصادي فيها. مشاريع البنى التحتية ولله الحمد مستمرة ومشاريع المونديال تمضي على قدم وساق بكل سهولة ويسر، كما أطلقت قطر قوانين مهمة مثل قانون الإقامة الدائمة والتملك لغير القطريين وفتح المجال للاستثمارات الأجنبية لتضخ في قطر، مما يساهم في نمو وتطور البلد. لقد منح الحصار دولة قطر القوة والإرادة والتحدي لمواجهة أي تداعيات، فكانت الحلول تأتي بشكل أسرع، وكان تفاعل القيادة القطرية مع الأحداث الصعبة مثيراً للإعجاب في كل مكان. تمكنت قطر بفضل الله ثم الجهود المشتركة بين القطاعين العام والخاص، من حماية أمن اقتصادها الوطني وتعزيز مكانتها كقوة اقتصادية إقليمية وعالمية. الحصار أعطى الفرصة لقطر لتحديد مواطن القوة وتعزيزها، ومعالجة أوجه القصور لضمان المحافظة على مرونة الاقتصاد القطري والنمو المستدام لمواجهة مختلف التحديات الاقتصادية العالمية والإقليمية. أصبحت هذه الازمة التي بنيت على الكذب والفبركة عار على دول الحصار لن ينساها التاريخ إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها. ونحن إن شاء الله بخير بعيدا عنهم.