19 سبتمبر 2025
تسجيلليت العنوان يكون صحيحًا، فالوقت إذا قُلنا عنه من ذهب، فهذا بخس للوقت؛ لأنه الوحيد في حياتنا الذي لا يُقدَّر بثمن، مهما بلغ هذا الثمن، ومن عظيم الأوقات وأشرفها التي تستحق الاستثمار واستغلال كل دقيقة هي شهر رمضان، ففيه السوق قائمة والربح وفير والأجر في ازدياد، فهو خير الشهور، وفيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، مَنْ حُرم خيرَها فقد حُرِم فضلا عظيما، ولله -عز وجل- في كل ليلة من ليالي رمضان عتقاء من النار، وذلك هو فوز عظيم آخر، فعلى كل مسلم أن يحسن استغلال كل دقيقة، بل كل لحظة من لحظات هذا الشهر العظيم؛ حتى يحجز لنفسه مقعدًا في جنة عرضها السماوات والأرض أُعِدَّت للمتقين، لذلك كانت إدارة الوقت مهمة على مستوى الثلاثين يومًا بكاملها أكثر من غيرها على مستوى الأيام والشهور، ومن ثَم كانت هذه الخطوات التي نرجو أن تقودك أيها القارئ الكريم إلى حُسن إدارة وقتك في رمضان، بحيث تستثمره الاستثمار الأمثل، وتتعامل معه كما يتعامل التاجر مع السوق الرابحة. ونبدأ نصيحتَنا بتحديد أهدافك: تحقيق الصلوات في موعدها وخاصة الفجر والتراويح، قراءة الوِرْد اليومي ويكون جزأين جزءَ قراءةٍ، وجزءَ قراءةٍ تفسيرية، وقراءة بعض الأحكام الفقهية، عليك أن تحدِّد الجزء الذي ستقرأه في كل كتاب، بحيث تنتهي من الكتب الثلاثة في نهاية الشهر، وجزء يخص الأسرة، فلا بد أن يكون لها حظ من العمل الجماعي، ويكون في إقامة الشعائر أو قراءة القرآن، وجزء يخص الزيارات العائلية، عليك أن تحدد ما الزيارات التي ستقوم بها في هذا الشهر، وتضبط زيارتك مع الانتهاء من أورادك التي جعلتَها هدفًا لك. وعلى الجانب الخارجي أصدقاؤك، لا بد أن يكون لهم نصيب من العمل الخيري، كأن تتفقوا أن تقوموا بإفطار جماعي تخدمون فيه الفقراء، أو تقومون بالعمل على إفطار الصائمين ساعة المغرب. إذن علينا أن نتهيَّأ لأعمال الخير جيدًا، وهذا يبدأ بتجنب التلفاز إلا في أعمال الخير، وتجنُّب الحاسب الآلي فترة هذا الشهر، فهي أيام قلائل لن تضرك، فلا يصحُّ أن يتهيَّأ المرء للطعام والشراب تهيُّؤًا أكثر من العبادة، وتذكروا «أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ رَقَى الْمِنْبَرَ فَقَالَ: آمِينَ، آمِينَ، آمِينَ، قِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا كُنْتَ تَصْنَعُ هَذَا؟ فَقَالَ: قَالَ لِي جِبْرِيلُ: رَغِمَ أَنْفُ عَبْدٍ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا لَمْ يُدْخِلْهُ الْجَنَّةَ، قُلْتُ: آمِينَ، ثُمَّ قَالَ: رَغِمَ أَنْفُ عَبْدٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ لَمْ يُغْفَرْ لَهُ، فَقُلْتُ: آمِينَ، ثُمَّ قَالَ: رَغِمَ أَنْفُ امْرِئٍ ذُكِرْتَ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ، فَقُلْتُ: آمِينَ». قال الألباني: حسن صحيح. فيا له من خسران عظيم إذا مررنا بهذا الشهر ولم نستغلَّه أفضل استغلال في الطاعات والتقرُّب إلى الله حتى ننال مغفرة الله. فاستغِلَّ أيها المسلم كل ساعاته في عبادة الله بل كل الدقائق والثواني لا تجعل الثانية تمرُّ فيه بدون ذكر الله تعالى، الذي تفضَّل علينا جميعًا بأن رزقنا هذا الشهر المبارك لنغتنم وقتَه ونضاعف حساناتنا وأجورنا إن شاء الله تعالى.