15 سبتمبر 2025
تسجيلبالعلم ترتقي الأمم وترتفع البيوت والجهل يخفض بيت العز والشرف، لذا جاء النهج القرآني في بدايته يدعو إلى العلم والقراءة فكان أول ما نزل من القرآن الكريم قول الله تعالى:(اقرأ باسم ربك الذي خلق) العلق:1، فالمجتمع بحاجة ماسة لكوادر فتية تتسلح بسلاح العلم والمعرفة، ففي هذه الأيام تعيش الأسر في حالة من القلق والتعب والإرهاق حيث الأبناء ينظمون أوقاتهم واضعين أمامهم جدول الامتحان يقومون بمراجعة دروسهم متوجهين إلى قاعات الاختبارات، وأولياء الأمور يرفعون أكف الضراعة إلى رب البرية يسألونه المدد والعون لأبنائهم والتوفيق لهم والنجاح، فالكل متعب ومجهد ولكن يهون هذا التعب وينسى تماما عندما يخرج الابن ويطمئن والديه أنه كان موفقا في هذا اليوم، فتتعالى الأصوات بالتوصية والتوجيه بالانتباه لما بعده مذكرين الولد بأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا، عندئذ تنتهي الامتحانات ولكن لا تنتهي دقات القلوب والقلق ولا يهدأ القلب ولا يرتاح إلا باستلام النتيجة النهائية وتسلم الشهادة مكتوب عليها كلمة ناجح، حينئذ ينسى الجميع التعب والإرهاق لما جنوه من ثمار للجهد والتعب فيسجدون لله شكرا على التوفيق والنجاح، فأمتنا العربية هي رائدة الحضارات بما تحمل من عقيدة هي أرقى العقائد لأنها تساهم و تساعد في بناء الإنسان الفكري و الوجداني و هي عقيدة علم تحترم العقل و تدفعه دفعا حثيثا نحو العلم والمعرفة و هي عقيدة خلق إنساني معتدل كريم يتجافى عن الإفراط في الحب و التفريط في الواجب .فإن دور الأسرة والمعلم هام في تقليل حدة القلق وتوفير الجو الدراسي المريح والآمن الذي يزرع الثقة بالنفس ويساعد الطالب على اجتياز مرحلة الامتحانات بتفوق ونجاح فيحقق نهضتنا لتطوير التعليم، لأن المسلم يستمد العون من الله مع أخذه بالأسباب فهو على إحساس دائم من أعماقه أنه بحاجة إلى قوة الله وعونه لذا يجب على كل طالب نجيب وكل والدين يهتمان بشؤون أبنائهما وكل معلم مشغول على طلابه أن يعي ما يجب على الطالب من استعداد وذلك يكون بالاستعانة بالله والتوكل عليه والدعاء بأن يوفقهم الله والتفاؤل بالنجاح والعمل الجاد من أجل تنظيم الوقت بطريقة مناسبة، يراعى فيها تقسيم الوقت بين الدراسة الجادة واستقطاع بعض الوقت للراحة بين كل فترة وأخرى، والبدء بالمواد الدراسية حسب أهميتها، واختيار المكان المناسب للمذاكرة من حيث التهوية والإضاءة، وتنظيم الكتب والمذكرات بشكل يسهل الرجوع إليها، والجلوس بوضعية صحيحة ومريحة وتهيئة الجو المحيط بالطالب، مما يساعد الطالب على اجتياز مرحلة الامتحانات بتفوق ونجاح وجني ثمار الجهد والتعب، فإننا أصحاب روحانية إيجابية بناءة و روحانية إلهية تلازم المرء في ميدانه بل تنقله من كمال إلى كمال و تذكره بالله الذي خلقه، والأرض التي درج عليها والناس الذين يعيشون معه و عبوديته لله رب العالمين ولا ينسى المسلم أن عقيدته الطاهرة هي الدين الوحيد على ظهر المعمورة الذي يدعو إلى الحضارة والرفعة والعلو، فقد اهتم بالحث على طلب العلم وحب التعلم ومن مظاهر هذا التكريم أن الرسول صلوات الله وسلامه عليه اعتبر الطريق الذي يسلكه طالب العلم للتعلم طريقا موصلا إلى الجنة يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:(من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة )رواه مسلم، فعلى درب هذه التوجيهات الإسلامية في رفع الإسلام لمنارات العلم وشعار المعرفة، نجد أن دولتنا الموقرة تتوج بالتقدم لرفع لواء العلم فتنير الدرب أمام المتعلمين توجههم وترشدهم وتذلل لهم كافة الصعاب.المجتهد هو الذي يحقق نجاحا علميا عاليا يكسبه في أعين الناس مهابة وإجلالا وتقديرا، فيكون عنصرا فعالا في وطنه فينفع نفسه وينتفع به الناس من حوله ويرفعه ذلك إلى أعلى مراتب المجد والشرف في إخلاصه وجده ودأبه ما دام ينطلق من الروح التي أشاعها الإسلام في جو العلم إذ جعله فريضة يتقرب بها فاعلها إلى الله ويتخذ من العلم وسيلة لمرضاته سبحانه وتعالى، فالمجتمع يرتفع بسواعد فتية تسلحوا بالعلم والمعرفة وشمروا عن سواعدهم وتسلحوا بقوة العلم لأنه القوة التي تخضع أمامها الرقاب وتجعل الناس ينظرون إليهم بكل تقدير واحترام، فالعلم مفتاح كل خير يحتاج لعزيمة قوية وإرادة راسخة فمن جد وجد ومن زرع حصد ولكل مجتهد نصيب، ويرفع الله المؤمنين الذين أتوا العلم درجات والإسلام رفع مكانة المتعلم، قال الله تعالى:( قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون)الزمر:9، فأداء الامتحان يشكل ركيزة مهمة يجعل الطالب يجني أفضل الثمار لمجهود أيامه الماضية، ولكي يحقق ما يصبو إليه من تفوق ويهنأ بما أحرزه من نجاح ورقي وتفوق فيسعد ويسعد من حوله .