17 سبتمبر 2025
تسجيلأبت نيران الغليان في العالم السياسي أن تبقى في ذات العالم دون أن تمتد إلى عالم الرياضة، وإلى المؤسسة الكروية الأولى في العالم، لنجدها اليوم على صفيح ساخن، بعد أن استقال جوزيف بلاتر من رئاسة الفيفا بعد أيام معدودة فقط من انتخابه رئيسا للفيفا في ولايته الخامسة، وهي الاستقالة التي صدمت العالم كله.ورغم أنه لا يزال مستمرا في أعمال رئيس الفيفا، إلا أننا نستطيع أن نجزم بأن الفيفا بلا رئيس حاليا، فما الذي أوصل قمة الهرم الكروي إلى هذا النفق المظلم يا ترى.ولنفتح الأوراق بشكل أوضح، فبلاتر كان قد تعرض لحملة انتقاد أوروبية شديدة قادها العديد وأبرزهم بلاتيني وأيضا جريك دايك رئيس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم وآخرون، ووصلت الضغوطات إلى درجة تهديد القارة الأوروبية بتشكيل مونديال مماثل لكأس العالم، ليقام بمشاركة منتخبات أوروبا مع مقاطعة المونديال في الوقت ذاته، ترى ما هو السبب الرئيسي لذلك كله، ولماذا وصلت الحملة الشعواء ذروتها في الأيام الماضية؟.بلاتر اعترف بالسبب الرئيسي لذلك، أو لنقل بأنه لمح إلى ذلك عندما قال: إن سبب الهجوم هو اختيار روسيا في 2018 وقطر في 2022 لاستضافة كأس العالم، خاصة عندما أكد أنه لو تم اختيار دول أخرى لاستضافة المونديال لما واجه هذا الهجوم العاصف، حسنا، قد نتفق معه في هذا الحديث، خاصة لو علمنا أن أكثر المهاجمين حماسا لبلاتر هم الإنجليز واتحاد كرة القدم، وهو صاحب الأفكار في الانفصال عن المونديال وتأسيس مونديال بديل، وبالأخص أيضا الكارهون الأساسيون لفكرة إقامة المونديال في كل من قطر وروسيا.التكهنات عديدة بالتأكيد والأسباب لن يحصرها أحد، ولكن لنتذكر شيئا واحدا فقط، لو أن بلاتر لم يكن يحظى بثقة أكثر من نصف العالم لما حصد نسبة عالية جدا من الأصوات في الجولة الأولى فقط، أجبرت منافسه الأمير علي بن الحسين على الانسحاب، وفي الوقت الراهن فإن الأمير علي لو أراد مجددا الترشح لرئاسة الفيفا، فلابد أن نعلم أنه لن يحظى بتأييد أوروبي كما كان في السابق، لأنه سابقا كان في مواجهة بلاتر والذي لم يجرؤ بلاتيني على الترشح ضده، بل وقف خلف الأمير علي، أملا في أن يكسب الأخير، أما الآن فنقولها بالفُم المليان، من المستحيل أن ترضى أوروبا بأن يترأس الفيفا رجل عربي، والأيام بيننا لتثبت ذلك، أما بلاتر فرغما عن كل شيء، فإن حقبته كانت ذهبية وقدم لكرة القدم الكثير حتى وصل لهذه المرحلة والتي قد تكون بالنسبة له قد شهدت نضوبا من مختلف النواحي بعد هذا العمر المديد في رئاسة الفيفا، استقالته صدمت عالم الكرة، ولكن يا خوفنا من صدمات أخرى قادمة.