12 سبتمبر 2025
تسجيلأن تأتي متأخرا خير من ألا تأتي أبدا.. ذلك ينطبق على حالة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي أظهر ضعفا وترددا واضحا في تعاطيه مع الملف الإيراني، حيث أظهر تقديرا مفرطا لقيمة هذه الدولة في المنطقة، فيما هي في الواقع تعمل بكل قوتها من أجل تهديد أمن وسلامة جيرانها، بل والأمن والسلم الدوليين، ولا يمكن تصور أن حرصه على توقيع اتفاق نووي معها يكون ثمنه انتقاص أمن جيرانها الخليجيين وهم في الأساس حلفاء بلاده. الرئيس الأمريكي أكد مؤخرا التزام بلاده واستعدادها لاستخدام كل وسائل القوة لحماية أمن دول الخليج من التهديدات، وقال إنه يجب ألا يكون هنالك أي شك حول التزام الولايات المتحدة بأمن المنطقة والتزامنا بشركائنا في دول مجلس التعاون الخليجي، وذلك جيد في سياق الاستهلاك السياسي الذي لا يتوافق مع الأعمال على الأرض، حيث نجد أن إيران تزداد انتفاخا واستقواء في خطابها السياسي والعسكري، لأنها لا تجد ما يصدها من طموحاتها في ظل التراخي الأمريكي تجاهها.الولايات المتحدة الأمريكية مطالبة بأكثر من التطمينات بالاتجاه إلى إجراءات فعلية لإثبات دقة وصحة أقوالها، ولا يمكن للحلفاء الخليجيين أن يركنوا إلى الوعود والكلام الذي لا يسنده واقع فعلي، فالخليجيون بحاجة إلى كف يد إيران عن السلاح النووي الذي تنكر سعيها إليه، وكل العالم يعرف ويدرك أنها تطمح إليه، سواء سرا أو جهرا، من خلال حديثها عن حقها في التقنية النووية، وإذا ظلت الإدارة الأمريكية تغمض عينيها عن الحقيقة على حساب حلفائها، فإنها تجرم بحقهم وتقدمهم ضعفاء على طبق من ذهب لجار يعمل على التوسع في شعوبهم وجغرافيتهم. أوباما كان صريحا في أمر مهم في قوله "إيران دولة راعية للإرهاب، وهي تساهم في مساندة نظام الرئيس السوري بشار الأسد في سوريا، وتدعم حزب الله في لبنان.. وهي تساعد المتمردين الحوثيين في اليمن، ولذلك فإن دول المنطقة على حق في قلقها العميق من أنشطة إيران"، وأضاف: "إيران تتورط بالفعل في تلك الأنشطة الإرهابية دون ترسانة نووية، ويمكننا أن نتصور كيف يمكن أن تصبح إيران أكثر استفزازا إذا كانت تمتلك سلاحاً نوويا".ذلك يضعنا في الطريق السليم والمتزن للمعالجة الواقعية لخطورة إيران وطموحاتها غير المشروعة في تهديد جيرانها والأمن الدولي في منطقة مضطربة ولا تنقصها سياسات تخريبية مثل تلك التي تسعى إليها، ومن هنا يبدأ أوباما تصحيح مساره.