15 سبتمبر 2025

تسجيل

الغيبة والمجالس الالكترونية

04 يونيو 2014

تعددت وسائل الغيبة للرجال والنساء فى عصرنا الحديث، وفُتحت مجالس مخصصة فقط للقيل والقال والخوض فى أعراض الناس وغيبتهم، ولم يتوقف الأمر لهذا الحد بل زاد عليه بكثير مع دخول الناس فى وسائل التواصل الاجتماعى مثل تويتر والفيس بوك وغيرها من وسائل التواصل عبر الهواتف الذكية مثل الواتساب والماسنجر وغيرها، ومن خلال شبكة الانترنت، وكذلك حضور المقاهى والمنتديات ومتابعة برامج الفتنة، وتخصيص مواقع تثير الفتنة بين الناس وتغتابهم بطريقة مباشرة وغير مباشرة.• ماهى الغيبة؟الغيبة: هى ذكرك أخاك أو أختك بما يكره أو تكره، سواء ذكرته بنقص فى بدنه أو نسبه أو خلقه أو فعله أو قوله أو فى دينه أو دنياه بل حتى فى ثوبه وداره وغيرها من الأمور، فعن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله قال: { أتدرون ما الغيبة؟ } قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: { ذكرك أخاك بما يكره } قيل: أفرأيت ان كان فى أخى ما أقول؟ قال: { ان كان فيه ما تقول فقد اغتبته وان لم يكن فيه فقد بهته } [رواه مسلم].•الشيطان ومداخل الغيبةوالغيبة محرمة لأى سبب من الأسباب، والشيطان يأتى بها على أشكال متنوعة للرجال والنساء بطريقة تجعلهم يستسهلون غيبة الناس، ومن ضمن هذه الطرق: شفاء غيظ أو مجاملة للجلساء واستدراجهم ومساعدتهم على الكلام أو لارادة التصنع أو الحسد أو اللعب أو الهزل وتمشية الوقت فيذكر عيوب غيره بما يضحك، وقد نهى الله سبحانه وتعالى عنها وحذر منها عباده فى قوله عز وجل: يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظنّ انّ بعض الظنّ اثم ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضا أيحبّ أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه وأتقوا الله ان الله توّاب رحيم [الحجرات].وفى الحديث عن أبى هريرة أن رسول الله قال: { كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه } [رواه مسلم] وقال فى خطبته فى حجة الوداع: { ان دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا فى شهركم هذا فى بلدكم هذا ألا هل بلغت } [رواه البخارى ومسلم].• الشيخ ابن باز رحمه الله:يقول سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله: اذا جلس المسلم أو المسلمة فى مجلس تحصل فيه الغيبة فانه ينكر ذلك؛ لأن الله يقول — سبحانه —: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ(التوبة: من الآية71)، فالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر أمر فرض على جميع الرجال والنساء، فاذا جلس الرجل أو المرأة فى محل فى مجتمع فيه غيبة فانه ينكر ذلك، وكذلك المرأة تنكر ذلك على من معها فان لم يسمعن لها قامت ولم تحضر هذا المنكر، وان سمعن لها فالحمد لله، فقد أدت ما عليها من انكار المنكر، لكن لو كن لا يبالين بها ولا يسمعن منها فانها تقوم منكرة لذلك حتى لا تحضر المنكر ولا تشارك فى سماعه.•كيف تتحلل من شخص اغتبته:لابد أن يتحلل من صاحبها، أو يدعوه ويذكر محاسنه التى يعرفها عنه، فى المواضع والمجالس التى اغتابه فيها، هذا حق آدمى، الغيبة حق آدمي، لابد يتحلله فان لم يتيسر ذلك فيذكره بالمحاسن والأعمال الطيبة التى يعرفها منه فى المواضع والمواقع التى اغتابه، ويتوب الى الله ويندم على ذلك، ويتوب ويستغفر ويعزم أن لا يعود للخوض فى أعراض الناس ولا يشارك بها.• دعاء: أسأل الله سبحانه أن يجعل مجالسنا ومجالسكم عامرة بذكر الله، وأسأل الله أن يحفظنا ويحفظكم من شرور أنفسنا وسيّئات أعمالنا، وأن يحفظ ألسنتنا من الغيبة والنميمة وقول السوء، وأن يجعلنا واياكم ممن يستمعون القول ويتبعون أحسنه. اللهم آمين.