16 سبتمبر 2025
تسجيلهل ترقد على سريرك قرير العين؟ السؤال أتوجه به إلى بشار الأسد بعد أن قتلت آلته الحربية الموغلة في قساوتها أكثر من 55 طفلا كانوا يغزلون خيوط البراءة وكانت تسكنهم أشواق كبرى لحياة مفعمة بآمال تتخلق في رحم أحلامهم من إجمالي 100 شخص في مدينة الحولة. هل رقدت يا بشار ليلة الجمعة الفائتة مثلنا فأغمضت عينيك دلالة على راحة البال وهدأة القلب. أسأله أيضا: ألم تتطلع إلى وجوه أطفالك وأنت تتلقى التقرير تلو التقرير عن بطولات جيشك الذي كان عربيا في ذبح أطفال سوريا والتمثيل بجثثهم بعد قتل العشرات من الكبار رجالا ونساء؟ ألم تنتابك أية وساوس أو هواجس عما يمكن أن يصيب أطفالك أو زوجتك أو أيا ممن يمتون بصلة الرحم بك؟ لحظتها كيف ستكون مشاعرك ونبضات قلبك وأنت الطبيب قبل أن تكون رئيسا أو رجل سلطة أصابته لعنتها فأخذ يعمل القتل في العباد ويحرق البلاد؟ لقد شاهدت بأم عينى جثامين الأطفال القتلى المذبوحين بأيدي مغاويرك وأشاوسك الذين لا تبرز مهاراتهم القتالية إلا عندما يعتدون على أطفال سوريا ورجالها وشبابها ونسائها العزل فقررت أن أكتب عن بطولتك وشهامتك وقدراتك الفزة في قيادة جيش الوطن لمعارك مع البراءة وحقول الياسمين والكرز. إن آلتك الإعلامية والمنتمين لنظامك وزبانيته ومن يدورون في فلكهم في وسائط إعلام عربية وغير عربية يبشروننا بأن جيشك يواجه عصابات إرهابية وثمة من يصدقهم للأسف, بينما الحقيقة أن جيشك يواجه صلابة شعب ما زال يمتلك القدرة على المقاومة والصمود الحقيقي وليس الصمود الذي حاولت أن تصدره لنا من خلال ادعاءات الممانعة والمقاومة. هل تريد أن تقتل الأطفال والصبايا والعجائز ورجالا بلغوا من العمر عتيا وتريد من شباب سوريا وجنودها البواسل- الذين غادروا جيشا وظف عتاده وبعضا من ضباطه وأفراده للدفاع عن نظام هو بالضرورة سيتهاوى ويسقط طال الأمر أو قصر - أن يصمتوا أو يكفوا أيديهم عن الزناد المدافع عن ثورة الشعب وحقوقه في الحرية والكرامة والعدالة والتي يسعى نظامك إلى انتزاعها منه بالرغم مما تحاول أن تجريه من ترقيع سياسي عبر انتخابات غير نزيهة وإصلاحات لا تتجاوز أبدا الشكل؟ هل بلغ بنظامك عدم الرشد السياسي أن تقتل أطفال الوطن. قناديله في الزمن الآتي. صناع رحيقه وقدراته عندما تذهب أنت وزبانيتك الذين يزينون لك البطولات فتمنحهم النياشين لأنهم دافعوا عن قصر هو بالأساس دونما قواعد وأعمدة وكل ما يبدو منها وهم وعبث وستدرك ذلك عاجلا أم آجلا؟ ليست بطولة أو شهامة أو نجاعة سياسية أو عسكرية أن تقتل أطفالك وتعبث بذويهم ويحتل جندك المدن والأحياء والقرى في تبلد وقسوة لا يرصدها المرء إلا عند جند الكيان الصهيوني بل إن ما شاهدته في الحولة بريف دمشق وغيرها من مناطق سوريا المنكوبة يتجاوز ممارسات قطعان بني صهيون. هل تسكن البهجة قادة جندك وزبانية نظامك وهم يحققون انتصاراتهم على الأطفال؟ أي صنف من القادة هم؟ ألم يقرأوا التاريخ وأنا أعلم أن السوريين معلقون به ليتيقنوا أن من يخون شعبه ويقتل أطفاله مصيره إلى هاوية السقوط, ولا تظن أنها بعيدة فالله يمهلك ويمنحك الفرصة تلو الفرصة من مبادرات سياسية عربية ودولية ومراقبين عرب ثم أجانب لكنك تسارع إلى القفز على هذه المبادرات ومحاولة تجييرها لمصلحة بقائك الذي لن يطول مهما مارست من قتل وسطوت على حرية الشعب وبغيت وأفسدت في الأرض. لن يطول بقاء نظام يوجه فوهات بنادق جنده وصواريخ جيشه وعنفوان قوة مفرطة لشعب أعزل وأطفال أبرياء. هذه هي الحتمية التاريخية التي حدثتك عنها غير مرة في هذه الزاوية وغيرها. إن دماء الأطفال لن تذهب سدى, لن تهدر في دهاليز قصورك أو مكاتب مخابراتك أو قيادة جيش كان عربي الهوى. ولاشك أن هذه الوقائع المرة ستدفع إلى تغيير معادلات التعامل مع نظام بشار سواء من قبل المعارضة أو من قبل الجامعة العربية أو الأمم المتحدة. بالنسبة للمعارضة فإنه بات من الضروري أن تتجاوز عن التناقضات الثانوية القائمة فيما بينها وحالت دون توحيد رؤيتها فدماء الأطفال معلقة برقابهم وهم مطالبون بمغادرة منطقة الصراعات الوهمية فورا وتجنب الانقسامات العبثية على مواقف أو مواقع, فالنظام وظفها جيدا في الفترة الماضية مما أتاح له القدرة على الاستمرار, وتكمن أهمية وحدة رؤية المعارضة في أنها توفر الغطاء السياسي للجيش الحر وكتائب المقاومة في الداخل والتي يبدو أنها ستشكل الخيار الوحيد لإسقاط النظام بعيدا عن نظرية التدخل العسكري الأجنبي التي لا يريدها أحد لسوريا حتى لا تصاب بلعنته التي شاهدنا تجلياتها في العراق وليبيا. وفيما يتعلق بالجامعة العربية والأمم المتحدة فإن لغة البيانات التي تنطوي على الشجب والإدانة والوقوف عند حد تبني المبادرات السياسية دون امتلاك آلياتها التنفيذية القادرة على إحداث تغيير حقيقي على صعيد وقف القتل اليومي والمجاني الذي تمارسه قوات النظام لم تعد مطلوبة وهو ما يستوجب أن يغير كوفي أنان في المنهجية التي يدير بها الخطة العربية والدولية التي ينفذها منذ حوالي شهرين والتي بحساب القتلى والجرحى وحجم التدمير الذي طال مقدرات الشعب تعد فاشلة فعلى الرغم من وجود العشرات من المراقبين الدوليين فإنها لم تتمكن من وقف ممارسات النظام العدوانية وعندما يلجأ المدنيون لهم لتوفير حماية أو حل معضلة ما فإنهم يتعللون بعدم قدرتهم على فعل شيء. إنهم يتحركون في المدن والمناطق دونما أي تأثير جوهري في مسار الأحداث والتطورات وهو ما ثبت باليقين في مذبحة الأطفال الأخيرة بريف دمشق. إن كوفي أنان مطالب بعد هذه الجولة والتي طالت دمشق وعمان وبيروت والدوحة بأن يراجع قناعاته وأن يكون صادقا مع نفسه ومع العالم الذي منحه ثقته ويسارع بالإعلان أن الحكم في سوريا وزبانيته أجضهوا تطبيق خطته التي كان يراهن عليها بعد أن ظلت بنودها الستة مقيمة في ملفاتها وساكنة أحلامه لتحقيق نجاح ما يعيد له ألقه الذي غادره يوم غادر موقعه كأمين عام للأمم المتحدة. وفي الوقت نفسه هو مطالب بأن يحيط علما مجلس الأمن بحقائق الأمور بعيدا عن المفردات الدبلوماسية التي لا تسمن أو تغني من جوع منذ أن أصر على استخدامها ظنا منه أن بمقدوره أن يقنع نظام بشار بتغيير مساراته والتوقف عن قتل شعبه. لم يعد مقبولا هذا الصمت على القتل خاصة عندما يطال البراءة فيطبق عليها ويمزقها إربا ظنا من زبانية النظام أنهم يسكتون بذلك شعبا عن ثورته التي انطلقت ولن يتوقف وهجها إلا بعد أن يستعيد حريته وكرامته والعدالة المفقودة. السطر الأخير: لن ترقد هانئ البال لن تحيطك ورود أو سجاجيد حمراء فأنت أيا قاتل البراءة ممجوج , مسكون بالدماء مفعم بالاحتقان الزهر يخاصمك والشعر لا يعرف طريقه إليك إنما تحتويك نار دونما ثلج أو ماء غوطة دمشق تصب عليك لعناتها وحقول حلب ودرعا وحماة تترقب هطول مطر السوء فينهار قصر تسكنه وبناء