30 أكتوبر 2025

تسجيل

مونديال قطر 2022.. الفكرة والإرث والاستدامة

04 مايو 2023

ما زالت أصداء النجاح المتميز لمونديال قطر ٢٠٢٢ حديث العالم كله ومحل إعجاب وانبهار ملحوظ على المستويين العالمي والمحلي. وفي هذا الإطار، نظم المركز القطري للصحافة، بالتعاون مع المؤسسة القطرية للإعلام، مساء الإثنين الماضي، ندوة بعنوان «مونديال قطر 2022.. الفكرة والإرث والاستدامة»، ولا شك أن هذه الندوة شرحت عدة محاور، ربما كانت غير واضحة للجميع؛ ففكرة استضافة المونديال لم تكُن وليدة موعد الحدث، لكنها كانت فكرة قديمة سابقة للبطولة بأعوام؛ فمنذ ٢٠١٠ وقطر تستعد وتسعى إلى الإقدام على هذه الخطوة ووضع جميع الاستعدادات وطرح جميع المشروعات التي تخدم قطر في السعي إلى استضافة هذا الحدث الكبير، فبدأت القيادة الرشيدة تكليف عدد من المؤسسات في الدولة بالاهتمام بمشروعات البنية التحتية من ملاعب وفنادق وطرق وغيرها من المشروعات الخدمية في الداخل والخارج التي تؤهل قطرنا الحبيبة لاستضافة هذه البطولة الضخمة. وقد كان لتلك المؤسسات التي عملت في الاستعداد للمونديال دور فعَّال وحيوي ومتميز في حسن التنظيم والاستعداد الأمثل، ممَّا جعل لهم الفضل - بعد الله تعالى - في هذا النجاح الذي يُشعرنا جميعًا بالفخر والاعتزاز بهذه الكفاءات التي تخدم هذا الوطن بكل حب وتفانٍ. الواجب علينا نحن الشعب القطري بعد تمام هذا الفضل والنجاح المبهر للبطولة هو كيفية الاستفادة من هذا النجاح على الصعيدين المحلي والدولي. كل نجاح يحتاج منك إلى حسن تمسك به والمحافظة عليه ببذل الجهد والمثابرة لتكون في القمة على الدوام، وهذا ما يجب عليَّ وعليك فعله وغرسه في النشء الجديد والجيل القادم من شبابنا وبناتنا، نوضح لهم: انظر إلى تقدم بلدك ونجاحه في هذه البطولة مع ضخامتها وتعدد جنسياتها ولغاتها، لكن التخطيط السليم والتنظيم المدروس بعناية واهتمام كتب الله لهما النجاح، فتجب الاستفادة من كل فكرة وكل مشروع وكل أطروحة ثبتت فاعليتها في المونديال وجاءت بثمارها المرجوة، ونحاول جاهدين تنمية هذه الأفكار والمشروعات وتطويرها، بل وتدريسها كذلك لتكون نموذجًا يقتدي به الجيل القادم ويحتذي به. بهذا نكون قد استفدنا من نجاح تجربة ضخمة فيها كثير من الدروس لا بُدَّ أن يعلمها الكبير والصغير، ثم يجب علينا بعد ذلك الحرص على استدامة هذا الإرث المشرف لقطر الحبيبة، وذلك يكون بالحرص المستمر على التقدم والتطور، سواء على المستوى الشخصي أو المجتمعي، فالتقدم الفردي أساس التقدم عمومًا. فلا بُدَّ من الاجتهاد والمثابرة في طريق التقدم العلمي والتكنولوجي، وليعلم كل قطري أن على عاتقه مسؤولية كبيرة لا بُدَّ أن يعمل لها، هي تشريف دينه ووطنه في الداخل والخارج، ولا بُدَّ أن يكون سفيرًا جيدًا لبلده يحافظ على نجاحه وعلى إرثه المبارك ويضيف له ويعزز كل نجاح وموروث حققته قطرنا في ظل قيادتنا الرشيدة وحكومتنا المخلصة. في الختام، نشكر المنظِّمين لهذه الندوة المهمة ونبارك لهم نجاحها في طرح وتوضيح جميع تفاصيل مشوار استضافة المونديال منذ الفكرة وحتى نجاح البطولة بسلام، ونسأل الله تعالى أن يكتب أجورهم ويبارك في عملهم وأن يحفظ بلدنا الحبيب قطر من كل مكروه وسوء ويجعله دومًا في الصدارة.. آمين يا رب العالمين.