08 أكتوبر 2025
تسجيلمعدلات الإصابة بفيروس كورونا في قطر مرتفعة جداً مقارنة بعدد السكان.. دخلنا في مرحلة الذروة يعني المرحلة الصعبة والمرحلة التي ينبغي فيها اتخاذ كافة الإجراءات الممكنة لوقف هذا التصعيد الخطير. لا نحتاج تطمينات أكثر مما سبق بأن المرض ينتشر بشكل أكبر في العمالة الوافدة وأن النسبة صغيرة عند القطريين وأننا ممكن أن نرفع بعض القيود. هذه التطمينات وغيرها شجعت البعض على التخلي عن احترازاته وخرج من بيته ووجد الدنيا عجيبة وبديعة والكل يتحرك في الشوارع والأعمال الخاصة تسير على قدم وساق.. حتى وجدنا الزيادة في أعداد المصابين بين القطريين والمقيمين. نعتمد على ثقافة الناس ووعيهم والبرامج التلفزيونية التي توضع لهم.. ولكن أثبت الكثير منهم أنهم خارج التغطية ولا تؤثر فيهم وليس لديهم وعي ولا يريدون أن يكون لديهم وعي.. صحيح نحن نتوكل على الله ولكننا يجب أن نعقلها ونتوكل. التوكل لا يعني الاستهتار بالنفس وتعريض الآخرين للخطر والمغامرة بأرواح البشر بل يجب الأخذ بكل الإجراءات الاحترازية وعدم الخروج من المنزل إلا للضرورة القصوى.. وبعدها نتوكل على الله ونرضى بما يقدره سبحانه وتعالى لنا. البعض اعتبر عدم ذهابه إلى العمل وكأنه في إجازة مفتوحة مدفوعة الراتب مع المنحة السنوية لكي يتمشى ليلاً ونهاراً في الشوارع ويمر على فلان وفلان وكلمة مع هذا ومع الآخر أو الذهاب إلى زيارات الأهل والأصدقاء ومزاولة النشاطات داخل المنزل. جاء رمضان وهم في إجازة وراحة كبيرة دون أي نشاط أو سفر ولا تسوق في الملابس والماركات ولا مجالس ولا كافيهات، فكان اندفاعهم بشكل كبير وخاصة العائلات لتكثيف الزيارات والاحتفالات والتجمع العائلي.. في منزل واحد مع الأب والجد والإخوان والأخوات والأزواج واختلاط الخدم والسائقين وممارسة جميع الأنشطة والألعاب وعمل المشويات في الجو الجميل كل ذلك وغيره من داخل الأسوار. اعتقد رمضان هذا العام شهد تقاربا ومحبة بين الأهل والأصدقاء أكثر مما سبق.. بسبب الإجارة والراحة النفسية. البعض كذلك من الملل والفراغ بدأ بصيانة منزله وجلب عمال أشكال وألوان ومنهم من يحضر المدرسين الخصوصيين والحلاقين والكوافيرات وما العيد ببعيد والسلامات والتهنئة ستزداد .. للأسف الرهان على الوعي والثقافة لا يصلح للكثير من فئات المجتمع القطري . طالما الأعمال الخاصة مستمرة وشركات المقاولات تعمل وليس لدى عمالها أي اهتمام بوجود وباء منتشر في العالم.. وأكثر من ذلك متوقع حين يحصل العمال على إجازة العيد وتبدأ معها التجمعات الكبيرة والسلامات وسكر على كل القفازات والكمامات هذا إن كانت ذات فعالية وكفاءة. كل الجهود التي تبذلها الدولة تذهب هباء منثورا.. "وكأننا ننفخ في جربة مقطوعة". ما الفائدة من التكلفة والاهتمام الكبير بالقطاع الصحي لمكافحة كوفيد - 19 طالما الحنفية مفتوحة لزيادة أعداد المرضى ولا أحد يستمع للتعليمات مما جعل المؤشر يصل إلى الألف حالة تقريبا في يوم واحد على بلد صغير مثل قطر.. ما الفائدة من استنفار قوات الأمن ومتابعة الحالات والتقصي وبناء المستشفيات وغيرها من أماكن الحجر الصحي طالما هناك من يتلاعب ويتحايل ولا يكترث ويجمع أكبر عدد من أهله وأصدقائه في منزله. هناك تجاوزات كثيرة تحدث لعدم الثقافة والوعي وعدم تحمل المسؤولية تضيع الكثير من المال والجهد الذي تبذله الدولة في محاربة هذا المرض. دول عديدة فرضت حظر التجول لأعداد بسيطة من الإصابات وها نحن نقترب من الـ 15000 إصابة ولم نر حظر تجول ولو جزيئا!. فكيف يمكن أن نكافح المرض ونترك الكثير من الطرق المؤدية إلى ازدياده مفتوحة. [email protected]