19 سبتمبر 2025
تسجيلفي زمن كثرت فيه الفتن، وصار المتمسك بدينه وبمبادئة السليمة غريبا، في زمن جاء كل مجموعة من الناس بفكر جديد باسم الدين، وهو في الأصل غير مرتبط بالدين.. في زمن انتشر بين ضعاف النفوس أن أوامر الدين تعيق تقدم الدول والحضارات، واصبح التقدم في منظور الكثير هو اتباع الغرب بدون بصيرة ـ للأسف ـ حتى وصل الحال إلى أن تعترض أمراً من الأمور لا يجوز شرعا، يتهمونك بأنك تعيق التقدم، وقد يصل الحال ببعض الناس إلى أن يقولوا: إن اوامر الدين هي سبب تخلف الأمة، وإن التقدم في الانفتاح والتساهل في أوامر وثوابت الدين..وهنا نوجه دعوة إلى كل مسلم أن يثبت على دينه، والا يركن لمثل هذه الدعاوى، حتى لو لاحظ أن كثيرا من الناس يتبعون هذا الطريق، فهذا نهائيا لا يعني أنهم على صواب، فكما يقول الحبيب صلى الله عليه وسلم "بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ، فطوبى للغرباء). وحين سئل من هم الغرباء؟ قال: هم الذين يصلحون إذا فسد الناس، فهؤلاء من يثبتون على دينهم حتى ولو فسد الكل. وقال الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله عن الغرباء، هم الذين اذا تغيرت الأحوال، والتبست الأمور، وقل أهل الخير، ثبتوا على الحق، واستقاموا على دين الله.. فلو شعر الإنسان أنه غريب عن الناس، وهو على الحق فعليه بالثبات مهما حصل، ولن ترى الجميع على الطريق المستقيم، ولن ييأس أهل الباطل والضلال من تشويه الحق وتزيين الباطل، حتى تتبع ملتهم ونهجهم. فيجب على الإنسان أن يكون على بصيرة بأمور دينه، وأن يقوي إيمانه ويتعلم تعاليم دينه، حتى لا ينجرف خلف كل ما قال وقيل، ويكون صيدا سهلا امام الدعاوى الباطلة، فالثبات في زمن الفتن هو أمر عظيم. واختتم مقالي بهذا الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم: "ويل للعرب من شر قد اقترب، فتنا كقطع الليل المظلم، يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا، يبيع قوم دينهم بعرض من الدنيا قليل، المتمسك يومئذ بدينه كالقابض على الجمر، أو قال على الشوك، فكن كالقابض على الجمر في الدنيا، خير من أن تحترق بها في الآخرة، ولا يغرنك يا أخي القارئ.. طريق الشر لكثرة سالكيه، ولا تستوحش طريق الخير، لقلة سالكيه.