12 سبتمبر 2025
تسجيلكم مرة قلت لك إنني لا أستطيع أن أشرب حسرتك؟ هيا تعافَ بسرعة قبل أن تذبل حروفي البيضاء ومنثوري.. ما من شيء حولي إلاّ ويفتقد حضورك ورنيم ضحكتك.. معجون حلاقتك ورائحة الليمون تمرّ في أنفاق روحي متهادية بطيئة.. عطرك المُشاكس يحتجز بطاقة للسفر وينتظر.. لكأنما أرهقه البعاد. خطر لي مراراً لو أن طائراً يحملنا إلى ركننا المعهود نُقرقش الجزر بينما يُفارقنا الهمس إلى حيث لا بدء ولا نهاية في معاطف المحبين.. لماذا هذا «النيلوفر» يطفو على سطح عينيك؟! لم يخطر لي أن أكتب في المشفى. لم أكن أعرف كيف سيكون لون الورق وطعم الكلام.. بياض الأسرّة يقتحم ليلي وأنا أُغطّي يديك الذابلتين.. آه كم تعبتُ اليوم من الركض في دهاليز الوهم والاختباء خلف شجيرات التحمّل والدموع.. قم من هذا السرير، أريد أن أتمدد مكانك ليأخذوني إلى التصوير والتحليل.. لن يفرّقوا بين خلاياي التي هربت إليك ونسيج أوردتي التي تخلّت عني وبينك.. قم أيها المتعافي، أنا المريضة بك منذ دهور.. سلامتك وسلامة كل الطيور المُهاجرة باتجاه الدفء والحرية.. سلامة قطرات الندى فوق جبينك وأنامل الزنبق الشآمي في راحتيك.. كيف أرتاح وقد وهن الربيع؟! كيف أغفو وقد حطّ اليمام على رفوف عيوني؟! خذ هذا النهار الطويل وأعطني الليل وعباءة الأيام ألفُّ بها خوفي وقلقي.. هو ذا، فخذ أرقي.. نسيج الليل مع القمرٍ.