11 سبتمبر 2025
تسجيلالتعليم يمكن أن يكافح الإرهاب وفي الوقت نفسه يمكن أن يعززه، والمكافحة أمر تلقائي لعملية التنوير التي يمكن أن يكتسبها الفرد ويستطيع من خلالها أن يوازن بين خياراته، فالعلم يرفع بيوتا لا عماد لها، وبيت العقل أهم تلك البيوت التي يدعمها التعليم ويجعل صاحبها في مأمن من الاختراق الذهني والفكري. والتعليم يعزز الإرهاب حينما يكون بعيدا عن المنهجية وبيد قلة تمارسه في عقول قصيّة وبعيدا عن العيون فتغسل الأدمغة وتحشوها بأفكار ومعارف متطرفة من صميم عقائد الناس من خلال التلاعب بالنصوص وتفسيرها بحسب مقتضى الحال باستغلال كامل لعواطف الناس الدينية وتهييجها من أجل تحقيق أهداف مدسوسة خلف النظام التعليمي. ذلك يدخلنا في فكرة الإرهاب التعليمي الذي يبدو أنه من واقع حال الممارسة مقتصر على البنات أكثر من الشباب ويكثر في قارتي آسيا وإفريقيا، ويتعرض مؤيدو تعليم الفتيات على مستوى العالم للتهديد والاعتداءات والتفجير والقتل، وخلال الأيام الماضية، قتل معلم يبلغ من العمر 41 عاما بالرصاص على بعد 200 متر من مدرسة للفتيات بالقرب من الحدود الباكستانية - الأفغانية، وتم تفجير فصلين في مدرسة للفتيات شمال باكستان، وأطلق الرصاص على مدير مدرسة في حفل لتوزيع الجوائز في قلب كراتشي، وأصيب معلم آخر وأربع طالبات إثر سقوط قنابل يدوية على مدرسة للفتيات، وخلال العامين الماضيين تعرضت مئات المدارس في باكستان وأفغانستان للتفجير والإغلاق من قبل المتطرفين الدينيين المصممين على وقف مسيرة تعليم الفتيات. هذا النوع من الإرهاب هو أساس كل سلوك وعمل إرهابي، وللأسف له تاريخه في المجتمعات البشرية حيث عاشه الكثير في حقبة الستينيات في أمريكا، عندما تحول الاستياء غير المعلن ضد التمييز ببطء إلى موجة من التحدي العام، وإذا نظرنا إلى إفرازاته في أعقاب ما يعرف بثورات الربيع العربي فإن المحصلة تبدو مخجلة في سوريا حيث تم تدمير عشرات مدارس البنات وتم استغلال كثير من الطلاب في أعمال وحشية بذرائع مختلفة تستغل الانتماءات الحزبية والوطنية والطائفية الدينية، وهذا الإرهاب يجب أن يتوقف وأن تطور الجهات المعنية في بلداننا الإسلامية والعربية نظم مضادة قادرة على الفصل بين معلمي هذا النوع من التعليم الذي يفرخ الإرهابيين والمستهدفين به من أجيال ينبغي أن تحصل على جرعتها التعليمية بصورة صحيحة ومتوازنة.