13 سبتمبر 2025

تسجيل

احتلال بيت المقدس

04 مايو 2013

* في عام 492 هجرية، الموافق 1098م، حاصر الفرنج بيت المقدس لمدة شهر ونصف الشهر، ثم سَقَطَ في أيديهم، فقتلوا سبعين ألفاً من المسلمين منهم جماعة من العلماء والزُّهاد والعُبَّاد، وهدموا المشاهد وجمعوا اليهود في الكنيسة وأحرقوها عليهم (انظر كتاب تاريخ الخلفاء للسيوطي..)، وهذا الحدث الكارثة لم يمر مرور الكرام عند أبي المظفر الأبيوردي فقد قال قصيدة مازالت أبياتها نابضة إلى يومنا هذا: مَزَجْنَا دِماءً بالدُّموعِ السَّوَاجِمِ فَلَم يَبْقَ مِنَّا عُرضَةٌ لِلمَرَاحِمِ وَشَرُّ سِلاحِ المَرءِ دَمعٌ يُفيضُهُ إذا الحَربُ شُبَّتْ نارُها بالصَّوَارِمِ فَإِيهاً بَني الإسلامِ إنَّ وَرَاءَكم وَقَائِعَ يُلحِقْنَ الذُّرا بالمَنَاسِمِ أَتَهوِيمةً في ظِلِّ أَمنٍ وَغبطَةٍ وَعَيشٍ كَنُوُّارِ الخَميلَةِ نَاعِمِ؟ وكيفَ تَنامُ العَينُ مِلءَ جُفُونها على هَفَوَاتٍ أَيْقَظَتْ كُلَّ نائِمِ؟ وإِخوانكم بالشَّامِ يُضْحِِي مَقِيلُهُم ظُهورَ المَذَاكي أَوْ بُطونَ القَشَاعِمِ تَسُومُهُمو الرُّومُ الهَوَانَ وأَنتُمو تَجَرُّون ذَيلَ الخَفْضِ فِعل المُسالمِ وَكَمْ من دِماءٍ قد أُبِيحَتْ ومن دُمىً تُوارِي حَيَاءً حُسنَها بالمَعَاصِمِ * ودارت الأيام والسنوات حتى جاء زمن الملك الناصر صلاح الدين الأيوبي الذي بدأ في حرب الإفرنج واستخلص الحصون في بلاد الشام والمعاقل من أيديهم، وجاء النصر الأكبر على الإفرنج في معركة حطين التي جرت عام 583 هجرية الموافق 1187 ميلادية، وفي هذه الانتصارات قال الشاعر ابن سناء الملك مهنئاً صلاح الدين بهذه الفتوحات: لَستُ أَدري بِأَيِّ فَتْحٍ تُهَنَّا يا مُنيلَ الإسلامِ ما قَدْ تَمَنَّى أَنُهَنِّيكَ إذْ تَملكتَ شَاماً أَمْ نُهَنِّيكَ إِذْ تَملكتَ عَدنا قد مَلَكتَ الجِنانَ قُطراً فَقُطراً إذْ فَتَحتَ الشَّامَ حِصناً فَحِصنا لَكَ مَدحٌ فَوقَ السماواتِ يُنْشَا وَمَحَلُّ فَوقَ الأَسِنَّةِ يُبْنَى كَم تَأَنَّى النَّصرُ العزيزُ على الشَّامِ ولما نَهَضْتَ لم يَتَأَنَّا قُمتَ في ظُلمةِ الكَريهةِ كالبَدرِ سَنَاءً والبَدرُ يَطلُعُ وَهْنا لم تَقِفْ قَطْ في المَعارِكِ إلاَّ كُنتَ يا يوسفٌ كَيوسفَ حُسنَا قَصَدَتْ مَحوَكَ الأَعادي فَرَدَّ اللهُ ما أَمَّلُوهُ عَنكَ وَعَنَّا حَمَلوا كالجِبالِ عِظْماً ولكن جَعَلَتها حَمَلاتُ خَيلِكَ عِهْنَا جَمَعُوا كَيدَهُم وجاؤُوكَ أَركاناً فَمن هَدَّ فارِساً هَدَّ رُكنا كُلُّ من يَجعل الحديدَ لَهُ ثَوْباً وتَاجاً وطَيلَسَاناً وَرُدنا خَانَهُ ذلكَ السلاحُ فلا الرُّمْحُ يُغني ولا المُهَنَّدُ طَنَّا وَتَولَّتْ تلكَ الخُيولُ ولم يُثْنَ عليها بِأَنَّها ليس تُثْنَى وَتَصَيَّدتَهم بحلقَةِ صَيدٍ تَجْمَعُ اللَّيثَ والغَزالَ الأَغَنَّا وَجَرَتْ مِنهمو الدماءُ بحاراً فَجَرَتْ فَوقَها الجزائِرُ سُفْنَا صَنَعتَ فيهمو وليمةَ عُرسٍ رَقَصَ المَشْرَفـيُّ فيها وَغَنَّى