19 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); من أكبر صور الجحود ونكران الجميل أن يخون الفرد وطنه ويكون عميلا لدولة معادية لبلده.هذه الخيانة والعمالة التي قد يكون أحد أسبابها الحصول على بعض المغريات الدنيوية من العدو، أو لعدم تمكنه من نهب ثروات بلده لنزاهة حكومتها، أو لاختلافه مع الحزب الحاكم حول بعض القضايا السياسية والموقف منها، أو لولائه الطائفي أو المذهبي أو الديني أو الحزبي للدولة المعادية.فعلى سبيل المثال نرى خيانة بعض الأحزاب التركية المعارضة لوطنها، بسبب اختلافها مع الحزب الحاكم، ومن صور تلك الخيانة وقوف أحد الأحزاب مع الإرهابيين الذين يقومون بالتفجيرات داخل وطنهم، ويستمر التواصل معهم، ويتبجّحون بالصلة القوية التي تربطهم.ومن صورها تأييد بعض الأحزاب التركية للتصريحات المعادية لحكومة وطنهم والتي تطلقها الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية، والتي أغاظها التقدم الكبير الذي تحرزه تركيا على المستوى الاقتصادي، والذي جعلها ضمن الدول العشرين الكبرى في القوة الاقتصادية.تلك الدول التي يغيظها أن يقود الحكومة التركية حزبٌ ذو مرجعية إسلامية، ويسعى لتحقيق الكثير من تطلعات هذا الشعب المسلم، والتي حالت دون تحقيق تطلعاته سيطرة الجيش وتعاقب عدة حكومات علمانية على رئاسة الحكومة.ومن صور الخيانة تأييد وتصديق أحد الأحزاب التركية للرواية الروسية وتكذيب الرواية التركية حول إسقاط الطائرة المقاتلة الروسية التي اخترقت الأجواء التركية.فهذه المعارضة خائنة لبلدها لأن خلافها مع الحزب الحاكم جعلها مطية لأعداء الوطن.ولو تأملنا حال بعض الأحزاب المصرية، فلن تكون بعيدة عن أخلاقيات بعض الأحزاب التركية، تلك الأحزاب التي حملها خلافها مع الإخوان على أن تضع يدها مع الصهاينة والغرب وأمريكا، لتسقط أول رئيس شرعي منتخب، ولتعود مرة أخرى لتكون تحت حكم العسكر! وإذا انتقلنا إلى الأرض المباركة فلسطين، فكم يعتصر القلب ألمًا حين يكتشف عدد أولئك الخونة الذين يتعاملون مع المحتل الصهيوني ضد أبناء بلده الشرفاء، ويتسببون في استمرار احتلاله للقدس الشريف وكل فلسطين.أولئك الخونة الجواسيس الذين أصبحوا الدليل للعدو على أفراد ومواقع وتحركات المقاومة الباسلة التي تمثل شرف الأمة ورمز عزتها.فلولا أولئك الخونة لما استطاع العدو الصهيوني التعرف على مواقع المجاهدين ومن ثم تصفيتهم.وكم عانى العراق من خيانة بعض أبناء الرافدين الذين تعاونوا مع الأمريكان، وأسهموا في سقوط بلادهم تحت الاحتلال الأمريكي.وإذا عدنا إلى خليجنا العربي فسنجد مجموعة من الخونة ممن جعلوا ولاءهم لإيران، فخانوا البلاد التي تربّى لحم أكتافهم من خيرها، ففي البحرين رأينا كيف قام المخربون أصحاب الولاء الخارجي بتخريب بلادهم وتدمير ممتلكاتها، وقتل العديد من منتسبي السلك العسكري، وكيف تآمر أولئك لزعزعة الأمن من أجل تهيئة الأجواء لإيران كي تتدخل وتحتل بلادهم، ولولا لطف الله تعالى ثم تدخل المملكة العربية السعودية -بطلب من حكومة البحرين- لكانت البحرين الآن تحت الحكم الإيراني.وكم عانت الكويت من الخونة أتباع إيران وحزب الله، فمنذ الثمانينيات وهم يسعون لتخريب البلاد من خلال التفجيرات ومحاولة اغتيال الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد رحمه الله.وإلى يومنا هذا وهم على التآمر مستمرون، حيث تم اكتشاف خلايا تجسسية إيرانية، لهم علاقات بشخصيات كويتية، كما تم اكتشاف مخازن الأسلحة والذخيرة والمتفجرات بما عرف بخلية العبدلي، والذين اعترفوا بتلقي الدعم من إيران، وبأن هذه الأسلحة كانت معدة لاستخدامها في عمليات تخريبية.الخائن لا عقل له، لأنه يؤثر الفاني على الباقي، ولأنه يغلّب عاطفته على عقله، وهو شخص أناني يفكر بنفسه، ولا يهتم بسمعة كل من له صلة به.إن الدول تضع نصبا تذكاريا للشهداء لتمجد بطولاتهم وشجاعتهم وتضحيتهم من أجل بلادهم.وأقترح أن يكون هناك نصب تذكاري آخر لكنه على هيئة وشكل مقلب قمامة، ويكتب عنده أسماء كل أولئك الخونة الذين خانوا أوطانهم وباعوا ولاءهم.ليكون ذلك عبرة ودرسا لكل خائن.حفظ الله تعالى بلاد المسلمين من العملاء والخونة والمتآمرين، ورد كيدهم إلى نحورهم، وجعل تدميرهم في تدبيرهم.