14 سبتمبر 2025
تسجيل* هذا اليوم أتطرق لقصيدة أخرى أرسلها محمود سامي البارودي من منفاه في جزيرة سيلان إلى الأمير الشاعر شكيب أرسلان، راجع كتاب "المختارات الشعرية وقضايا الوطن العربي" للأستاذ عبدالعزيز شرف .. وهذه القصيدة قال فيها البارودي:رُدِّي التَّحيةَ يا مَهَاةَ الأَجْرَعِوَصِلي بجعلكِ حَبْلَ من لم يَقْطَعِوَتَرَفَّقي بِمُتَيَّمٍ عَلِقَتْ بِهِنارُ الصَّبَابَةِ فهو ذَاكي الأَضْلُعِطَربِ الفؤادِ يكادُ يَحمِلُهُ الهَوَىشَوْقاً إليكِ مع البُروقِ اللُّمَّعِلا يَسْتَنيمُ إلى العَزاءِ ولا يَرَىحَقّاً لِصَبْوَتِهِ إذا لم يَجْزَعِضَمنَتْ جَوَانِحُهُ إليكِ رسالةًعُنوانُها في الخَدِّ حُمْرُ الأَدْمُعِفمتى يَبوحُ بما أَجَنَّ ضَميرهُإِنْ كُنْتِ عنهُ بِنَجْوَةٍ لم تَسمعيأَصْبَحتُ بَعدَكِ في دياجِرِ غُرْبَةٍمَا للصَّباحِ بليلها من مَطْلَعِفاسْلَمْ شَكيبُ ولا بَرحتَ بِنعمةٍتَحْنُو إليكَ بِأَيكها المُتَفَرِّعِفَلأَنتَ أَجْدَرُ بالثَّناءِ لمنَّةٍأَوْلَيْتَها والبِرُّ أَفْضَلُ ما رُعيأَرهَفْتَ حَدِّي فهو غَيْرُ مُغَلَّلٍوَرَعَيْتَ عَهدي فهو غَيْرُ مُضَيَّعِ* فأجابه الأمير شكيب أرسلان بقصيدة منها هذه الأبيات:أَتُرى يَحلُّ هواكِ بين الأَضْلُعِوَيَحلُّ لي بِسواكِ ذَرْفُ الأَدْمُعِوَتَظَلُّ تَشْرُدُ بي لغيرِكِ صَبْوَةٌهِيَ من سُجوفِكِ في المَحَلِّ الأَمْنَعِوأسيمُ في رَوْضِ الحِسانِ مُوَزَّعاًقَلباً وَهيَ بالحملِ غَيْرَ مُوَزَّعِقَلبٌ عليكِ تَخَتَّمَتْ أَبوابُهُما نَحْوهُ لسواكِ طَرقةُ مَطْمَعِأَنَّى طَويتِ عن النَّسيمِ شغافَهُإِنْ جَاءَني من غيرِ تلكَ الأَرْبُعِأَضْحَتْ تُغايرُ في هَواكِ جَوَارِحيحَتى لَيَغْضَبَ ناظِري من مَسْمَعيوأَغارُ من طَرفي لغيركِ ناظِراًلمحاً ولو شِيَمَ البُروقِ اللُّمَّعِوَبُلِّغْتَ من سامي الفخارِ وجاءنيالتَّقريظُ من محمود سامي الأَرْفَعِخنذيذِ هذا الدَّهرِ واحِدِ أهلِهِمِقْدَامِ حَلْبَتِهِ الأَغَرِّ الأَبْتَعِالقائِلِ الفُّصْحَ التي عن مثلهايُثْنَى المُقَفَّعُ في بَنانِ مُقَفَّعِلَوْ جَاءَ في العَصْرِ القديم لما رَوَىإلاَّ قَصائِدَهُ لِسانُ الأَصْمَعيقد قَادَ مملكةَ الكَلامِ وحَازَهاأَخْذَ الأَعِزَّةِ للذَّليلِ الأَضْرَعِإِنْ يَعْصِهِ قَوْلٌ فلم يَكُ لَفتةٌحَتَّى يُذَلِّلَ مستقيمَ الأَخْدَعِما زَالَ يُبْدِعُ قائِلاً حتى يَرَىبِدَعاً على الأَيامِ إِنْ لم يُبْدِعِوسلامتكم...