14 سبتمبر 2025
تسجيلرغم انشغالنا بأمور كثيرة في حياتنا إلا أن مسألة التعليم ظلت همنا الأول وأن يكون التعليم من أهم المحاور التي تحتاج لمن يصلحه في بلادنا لاسيما وأنه يلقى انتقادات واسعة من العاملين في حقله بالإضافة إلى تذمر أولياء الأمور المستمر وتواضع مخرجاته سواء في التحصيل أو النتائج من الطلاب والمستوى، ولن ننكر أن القصور الذي يشوب التعليم لدينا وصل ذروته الذي بات علينا كمجتمع يساهم بصورة أو بأخرى بتدمير أجيال هم في الحقيقة من يعول عليهم البلد في نهضته واستنهاضه! مثل الفضائح المنهجية التي انصدمنا منها في فترة قريبة مضت ووقفنا أمامها مندهشين مستهجنين ما نراه من (رذيلة أخلاقية) مقنعة بشعار التعليم تُدرّس لأبنائنا على أنها ثقافة عامة في مادة العلوم وهي في الحقيقة درس صريح بالشرح والصور عن العلاقة الزوجية الحميمية بين الرجل والمرأة وكأننا لا نرى ذلك شائعاً من حولنا وفي كافة الوسائل التي نحاول تجنيبها لأطفالنا سواء في الأفلام والسينما وحتى الألعاب الإلكترونية الشائعة والتي لا تخلو أيضاً من هذه التجاوزات المنفرة والصور غير الأخلاقية لكن أن يصل الأمر لمنهجنا الدراسي فهذا ما يعد الشعرة التي قصمت ظهر المحاولات المستميتة لإنهاض قيمة التعليم لدينا وأنا في نفس الوقت لا أنكر جدية واجتهاد مسؤولي الحركة التعليمية لدينا من رفع درجة التحسين والتعديل ودرء الأخطاء والبحث عن مثالية تجعلنا نتحصل على مخرجات مكتملة القوام نعتمد عليها لكن التجاهل الحاصل من هؤلاء تجاه ما يكتب وينشر والانتقادات الواسعة التي تطول مكاتبهم يجعلنا أمام أسئلة كثيرة نتمنى حقيقة من هؤلاء أن يجيبنا عليها أو لبعض منها: لم تدهور التحصيل العلمي لدينا رغم عرض الخطط التعليمية المتطورة من قبل المجلس الأعلى للتعليم قبيل كل سنة دراسية ؟! لم كانت فكرة المدارس المستقلة مجرد نقلة تقليدية عن تجارب آخرين ولم تكن نقلة توعوية للمجتمع بأن لها مميزات لكنها لن تخلو من السيئات أيضاً؟! لم لا يعترف البعض بأن الأسس التي قامت عليها فكرة المدارس المستقلة والتحويل السريع الذي أخرج التعليم من ردائه القديم كان يجب أن يخصص بعدد محدود من المدارس وألا يعمم على مراحل متقاربة لدراسة أوجه القصور بدلاً من تراكمها على مدى هذه السنين وصعوبة إيجاد حلول جذرية لها الآن؟! لم كانت نسب النجاح تعلو عاماً ونسب الرسوب تعلو عاماً آخر وسط انتقادات وتساؤلات من أولياء الأمور والمهتمين بمجرى التعليم لدينا ولا يجد هؤلاء من يعينهم على إيقاف انهمار الاستفسارات التي تكاد تفتك بهم؟! لم لَم يشرك المعنيون بالرسالة التعليمية لدينا من أولياء الأمور والمتقاعدين من أصحاب الخبرة الأكاديمية في وضع قواعد في المنهج والأسس التي لانعلم حتى الآن من يضعها وأي نخبة من الدارسين يقومون على فرضية اعتمادها وتنفيذها؟! ونحن بحاجة لندوة من حلقات مكثفة لإصلاح العيوب وفتح القلوب فالذي يجري أن هناك انتقادات لاذعة باتت تلاحق المجلس الأعلى للتعليم وهذا الأخير يصم آذانه عن معظمها رغم أنها قد تحمل حلولاً في الواقع، نحتاج لمن يرافقنا معه في تعليم الأجيال لا أن يركن معظمنا عند خط النهاية ويعدنا بأن اللقاء سيكون هنا مع الفائزين بالسباق!.. فالمعلمون يشتكون والطلاب تائهون وأولياء الأمور متذمرون والطلاب حائرون والحصيلة باهتة فعلاً ولا ينفعنا الإعلام المضلل الذي يجمل الأمور كما يشتهيها أصحابها فالسقف العالي من حرية التعبير التي بتنا نتمتع بها قادرة على كشف الأسوأ إن لم نعالج السيئ من جذوره وربما يكون تعليم طفل في سنته الأولى هو الأساس الذي يجب أن يهتم به واضعو المناهج لأن تكملة البناء بعد ذلك ستكون بنفس قوة الأساس ونحن بحاجة أيضا لمصارحة من المسؤولين في كشف نواقص العملية التعليمية والقصور في اعتماد الخطط الناجحة لأن العنصر الذي نشترك به معهم هو جيل لن ينفع بناؤنا له في حين يهدم أشباه أسس التعليم ما نبنيه ولا يمكن أن نهدم بجهلنا لربما ما يقوم به التعليم في بنائه فيهم، التعليم زاد المجتمع لا يحتاج لوصفات خيالية فكثير من الأطعمة لا نستسيغ أكلها رغم شكلها الجذاب!.فاصلة أخيرة:نعلم أن حمل المسؤولين في المجلس الأعلى للتعليم كبير وعظيم لكننا نمد يد العون ولا يمكن أن نحمل معول هدم في يوم من الأيام .. هذا وعد !.