22 سبتمبر 2025

تسجيل

نعيق الغربان لتدمير الأوطان

04 مارس 2012

اعتذر للقارئ الكريم بسبب اختيار هذا العنوان الهزلى لموضوع جاد وخطير، وقديما قيل (وشر البلية ما يضحك) وهو ضحك يشبه البكاء، فما نسمعه ونقرأه ونشاهده من أصوات نشاز حول الأوضاع فى بعض البلاد العربية لا مكان لتفسيره سوى أنه تحريض على زعزعة أمن تلك البلاد، وسعى لاثارة الفتنة بين أبنائها من قبل أشخاص نذروا أنفسهم للفتنة، وباعوا أرواحهم للاثارة، وارتهنوا بأجندة ومخططات ومؤامرات تحاك فى السر والعلن، حولتهم الى (أراجوزات) تحركها أصابع العابثين والموتورين والساعين الى الشر، والوالغين من مستنقعات الفتنة، بما لا طاقة لغيرهم على احتماله، بعد أن تبلدت مشاعرهم الوطنية، وماتت انتماءاتهم الانسانية، ليصبحوا آلات تحركها مصالح الآخرين، ومعاول هدم تستخدمها أيدى المفسدين فى الأرض. وشيوخ أو هكذا يدعون يؤلبون أبناء جلدتهم على دولته، ويكيلون من سييء القول كل ما ضمته قواميس القبح والبذاءة، مهرولين نحو اثبات شراستهم وانحراف تفكيرهم، متوغلين فى دهاليز ظلام معتم من التلاعب بالمشاعر، بالكلام الانشائى الأجوف الذى لا يستند الى وقائع أو أحداث بعينها، لأن سمته التعميم والتضخيم والتضليل المتعمد، وكأن الناس لا عقول لهم، ولا وعى لديهم لكشف خبث طويتهم وسوء نيتهم، ومثل هؤلاء لا تفيد معهم المناصحة، ولا يجدى معهم الاقناع. فضائيات تدس السم فى العسل، وتضخ الأحقاد، وتشوه الحقائق، وتحول الانسجام بين أبناء البلد الواحد، والتلاحم الوطنى بين شعبه وحكومته، الى خلافات طاحنة، تؤدى الى سفك الدماء على أيدى الرعاع والمخدوعين والراكضين حول أوهام وتصورات بعيدة عن الواقع، حول قضايا يمكن حلها بالوفاق والحوار الوطنى على ضوء الدستور، لكن قوى الشر ترفض أن يعود الأمن والسلام للبلاد والعباد، لينصرف الناس للبناء والتعمير، ليحقنوا دماء أبنائهم التى يفرح باراقتها من لا مصلحة لهم فى استتباب الأمن، وعودة الحياة الى مسارها الطبيعى بين المواطنين. وكتاب ومثقفون هكذا يقال عنهم سخروا أفكارهم وأقلامهم لنصرة حاكم ظالم، يقتل شعبه، ويرتكب أبشع الجرائم، ضد مواطنيه، لا فرق لديه بين طفل صغير وشيخ كبير، وامرأة عاجزة، ورجل بريء، وجريمة كل هؤلاء أنهم لا يسبحون بحمده، ولا يركعون تحت أقدامه، ولا يباركون ظلمه وتعسفه، رغم أن كل الدول والمنظمات والهيئات الأممية تدين تصرفه الأرعن، وجنونه الذى ما بعده جنون، وهو سادر فى غيه، دون أن يتعظ بما جرى لغيره من نهايات مأساوية، لا مفر من وقوعه فيها فى نهاية الأمر، فما من ليل حالك، الا ويليه فجر مشرق،. ومؤلفون موتورون من تجار الكلمة، وباعة الأكاذيب ومسوقى ثقافة التهريج، كل همهم هو الاساءة لرموز الأمة وقادتها، ونشر الفضائح المفتعلة عنهم، وتشويه سمعة الأبرياء من الشخصيات العامة، لا لشيء سوى للابتزاز، أو الانجراف وراء الرغبة فى التشفى والانتقام، نتيجة الحسد والغيرة والحقد الدفين، بحثا عن الربح المادى نتيجة تسويق بضاعتهم الرديئة والمخزية، وهم فى حقيقتهم عار على أوطانهم وأمتهم والانسانية بصفة عامة. هذا هو نعيق الغربان، الذى يمارسه أنصار الشيطان، لتخريب الأوطان، بعد أن تلبستهم حالات من الاستهانة بعقول الناس ووعيهم، أو اجتاحتهم صنوف من الغباء المستعصى على العلاج، ولله فى خلقه شئون، ولا حول ولا قوة الا بالله. [email protected]