17 سبتمبر 2025

تسجيل

تربية امرأة

04 مارس 2012

رغم انه ربما يكون طفلا نابغا متميزا إلا أن فقده لابيه وتكفل أمه بتربيته قد يكون سببا فى انكساره عندما يسمع تلك الكلمة القاسية من زميل أو جار أو حتى قريب سواء أن كان خالا أو عماً ينهره ويقول له (انت تربية امرأة ). فكم من امراة تركها زوجها سواء بالطلاق او الوفاة، وترك لها حملا ثقيلا جدا وهو الاولاد وما اثقلها من مسئولية وما اصعبها من رسالة، فهى الام والاب معا وعليها أن تخرج اولادا صالحين تنفع بهم المجتمع وتتباهى بتعب العمر وصبر الايام، والسنين ترفض ان تتزوج بعد زوجها من اجل اولادها وتضحى بكل شئ من أجل اطفالها، والغريب والعجيب ان البعض يقولون عن هؤلاء الاولاد انهم تربية امراة وبالعامية (تربية مرة) وكأنها عار ان تقوم بتربيتهم امرأة، ولكن السؤال هل وجود الاب مع أولاده شرط ان يكون قائما على تربية أبنائه؟ فكم من اب مجرد صورة فى بيته! لا يعلم عن اولاده شيئا ربما لايعلم كم اعمارهم او فى اى صف، أو مرحلة تعليمية هم،! بل انه يوجد بعض الاباء لا يرون ابناءهم بالايام والليالى وهم فى نفس البيت فهل ينسب لهؤلاء الاباء تربية الابناء؟، وكم من أبناء تربوا فى كنف الاب والام معا ولم يثمر عن هذه التربية سوى أبناء جاحدين أبعد ما يكونوا عن الاخلاق والقيم والمبادئ، اذ ليس بشرط ان يكون وجود الاب فعالا مع احترامى الشديد للاباء ودورهم فى تربية الابناء ولكني أتحدث عن الأب المهمش الذى لا دور له فى تربية اولاده سوى انه أب، اذا وجود الاب فى البيت مع أولاده ليس بشرط على انه هو الذى يقوم بتربيتهم ورعايتهم. فاذا أردنا ان نبحث عن سر العمالقة والنوابغ والقادة فابحث عن امهات هؤلاء، الامهات اللاتى قمن بتربيتهم وتعليمهم فليس هناك من هؤلاء العلماء والنوابغ من نشأ فى كنف ام غير سوية او جاهلة ولكنهم نشأوا فى كنف ام ارضعتهم الحب والحنان والعلم والخير والعطاء بلا حدود. فليس العيب ان يتربى الرجال على يد إمراة، فكم من عظماء تربوا على ايدى امهاتهم فأفادوا امما لا أمة واحدة، وعلى رأسهم امام اهل السنة والجماعة الامام احمد ابن حنبل رحمه الله عليه، فقد قامت بتربيته امه بعد ما توفى ابوه وهو طفلا صغيرا فقدمت له امه كل الرعاية والعناية حتى اصبح اماما للدنيا، هذه ام الامام احمد اى مشروع قدمته للامة.... حينما ربت ابنها على طلب العلم منذ صغره حتى اصبح امام أهل زمانه فهل هناك مشروع أهم وأعظم من تربية الاولاد الى ان يصبحوا قادة او مفكرين او علماء يخدموا مجتمعهم واوطانهم؟. وهناك الامام الحافظ ابن حجر رحمه الله فقد ربته اخته وقال عنها ابن حجر كانت: قارئة كاتبة اعجوبة فى الذكاء وهى امى بعد امى، فأخذ منها مكارم الاخلاق والصلاح والتقوى. فهؤلاء نماذج مشرقة لتربية المرأة بدون الاب والأمثلة كثيرة جدا لايكفى مقالا واحدا لسردها بل تحتاج الى عدة مقالات فالام هى الاساس بدون منازع فاذا صلحت صلح المجتمع بأسره. فصدق الشاعر حافظ ابراهيم عندما قال: الام مدرسة اذا اعددتها اعددت شعبا طيب الاعراق. نعم الام مدرسة انها اكبر مدرسة واول مدرسة يتلقى فيها الطفل معانى الحياة من قيم واخلاق فهى تهيأه ليستقبل المجتمع الخارجي بكل ما فيه من تناقضات وثقافات مختلفة منها ما يناسب ومنها غير المناسب فهى الترمومتر الحقيقى لأولادها وهى المصحح الاول والاخير لكل الافكار والسلبيات التى قد يتعرض لها اولادها، فعندما نجد اماً توفى عنها زوجها او طلقها وترك لها أولادا صغار فآثرت أن تربيهم وتعلمهم على أن تتزوج من آخر وفضلت ان تبذل نفسها ووقتها وعمرها فى سبيل أبنائها هذه الأم يجب ان نحيها ونشيد بدورها لا أن نكسر من عزيمتها ونحطم نفسية ابنائها بنعتهم تربية امراة.... لان هذا شرف ليس ذماً اوعاراً على الابناء دفعه عنهم واخيرا يقول لينكولن انى مدين بكل ما وصلت اليه وما ارجو ان اصل اليه من الرفعه الى أمى الملاك. وبعد هذا الموضوع أرجو ان يتغير منظور بعض الاشخاص الى الأبناء التى تربيهم امهاتهم وان ينظروا الى نتيجة التربية لا الى من ربى فالتربية السليمة والاخلاق والمبادئ هى الحكم وهى الفاصل لاوجود الاب اوعدمه، وادعو الى كل طفل تكفلت به امه ان يفتخر بامه ولايخجل عندما يلقب بإبن فلانة... وسلامتكم. [email protected]