14 سبتمبر 2025

تسجيل

براءة القاعدة من داعش

04 فبراير 2014

بانتظار صدور تأكيدات من قبل أيمن الظواهري لبيان تنظيم القاعدة الذي يتبرأ فيه من تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" بقيادة أبو بكر البغدادي، تبقى الأمور مجرد تكهنات، ومن الناحية النظرية فإن هذا البيان "لو صح" فإنه يمثل خطوة في الاتجاه الصحيح لتعديل المسار المجنون الذي وضع تنظيم القاعدة في مواجهة الأمة، بدل أن يكون في مواجهة الأعداء، مما يحتم عليه "إجراء مراجعات"، والاعتذار عن الأخطاء والخطايا التي وقع فيها.لا أريد الذهاب بعيدا في التحليل إلا بعد أن يصدر تسجيل صوتي من قبل الظواهري يعلن فيه براءته من تنظيم الدولة الإسلامية المعروف باسم "داعش" وأفعاله وجرائمه، وبدون صدور مثل هذا التسجيل فإن المواقف تبقى عائمة، إذ لا يكفي القول إن "داعش" لا ينتمي للقاعدة، بل لا بد من نبذه بشكل كامل، وهذا ما لم يشر إليه البيان الصادر عما يسمى "القيادة العامة لتنظيم القاعدة" الذي جاء فيه: "تعلن جماعة قاعدة الجهاد أنها لا صلة لها بجماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام، فلم تخطر بإنشائها، ولم تستأمر فيها ولم تستشر، ولم ترضها، بل أمرت بوقف العمل بها.. وأنها ليست فرعا من جماعة قاعدة الجهاد، ولا تربطها بها علاقة تنظيمية، وليست مسؤولة عن تصرفاتها". وهي صيغة حمالة أوجه.هذه البراءة الأولية والنأي بالقاعدة عن "داعش لا تكفي، فلابد من تجريم هذا التنظيم، ومطالبة جميع المنتمين إليه بالابتعاد عنه، كما فعل أبو قتادة من سجنه الأردني، فمجرد التعبير عن عدم الرضى مع اعتباره مقبولا من حيث المبدأ يعني استمراره بتضليل الشباب والزج به في نار الفتن وإزهاق أرواحهم مجانا وحرف البوصلة عن مساره، فتنظيم "داعش" تسبب بإزهاق أرواح أكثر من 1170 من المجاهدين والثوار في سوريا، وقام بعمليات انتحارية ضد الثوار، ووجد تحت أحد مقراته مقبرة جماعية، وقتل قادة أثخنوا نظام الأسد الإرهابي بالجراح، وهناك تقارير تتحدث عن استهدافهم لتركيا، ولقد سبق أن كتبت كثيرا حول هذا التنظيم وحذرت منه قبل شهور وللتذكير أعيد الإشارة إلى بعض ما نشرته بهذا الخصوص من مقالات: طحن الإسلاميين والثورة في سوريا24 سبتمبر- سبتمبر 2013 القاعدة تتمزق 10 نوفمبر 2013 الجحيم أرحم من "جنة" داعش09 يناير 2014 الظواهري يعلن نهاية عصر القاعدة12 يناير 2014 وحتى يحسم الظواهري الأمر، فإن صدور إدانات لهذا التنظيم من القيادات الجهادية مثل أبو محمد المقدسي وأبو قتادة وعدد كبير من العلماء والهيئات الشرعية المؤيدة للقاعدة، تبدو الحاجة ماسة لخطوات عملية ضد "داعش" مثل محاصرة هذا "التنظيم الغامض" وإعلان أن البغدادي لا تربطه بالقاعدة أي صلة، والتحالف مع الجيش السوري الحر لإخراجه من سوريا بكل الوسائل، فهذه الخطوات تعد شروطا أساسية للتصالح مع الأمة العربية والإسلامية ومع السوريين والعراقيين بشكل خاص.