22 سبتمبر 2025
تسجيلتخرجت من جامعة قطر كلية الإعلام وحصلت على درجة البكالوريوس وطارت فرحا بها لأنها استطاعت رغم ظروفها الصعبة ان تحصل على الشهادة الجامعية. كانت تعرف تلك الخريجة انها في دولة من اغنى دول العالم وان عدد المقيمين الذين يعملون بها يتعدى ثلثي عدد سكانها الحقيقيين لذلك كان لديها قناعة بأنها ستجد وظيفة بكل سهولة، وتعجب كل العجب حينما ترى غالبية القطريين يتعينون بفيتامين "واو" وابت ان تتعين هي بتلك الطريقة. بين فرح الحصول على الدرجة الجامعية والحاجة الماسة للوظيفة كي تستطيع ان تعين اسرتها التي تنتظر تخرجها بفارغ الصبر مع ما تسمعه وتراه من تأثير هذا الفيتامين الفتاك تحت الاسم العلمي wow إلا انها قطعت على نفسها عهدا الا تتعين بالواسطة وسدت الأبواب وغلقتها بكل ما تستطيع من مفاتيح حديدية لا يمكن فتحها حتى من اقرب المقربين اليها وبدأت رحلة البحث عن وظيفة.. وشعارها انا قطرية وصاحبة حق في وطني قدمت شهادتها واوراقها في الجهات المناسبة لتخصصها منها على سبيل المثال قناة الجزيرة للرواتب العالية وبعض المميزات التي بها، والنتيجة تأجيلات ومماطلات طويلة ومن ثم نضعك في فترة اختبار ثلاثة شهور بدون راتب واذا اجتزتها نوقع معك عقد متعاونة! تقدمت الى الموسسة القطرية للإعلام ولا جواب.. لجأت الى الصحف المحلية مع ضعف رواتبها ولم تجد لها ايضا مكانا. وبسرعة بدأت تنهال عليها الواسطات والمعارف للمساعدة بالتوظيف وهي ترفض وبشدة. ذهبت الى مؤسسة قطر (قطر فاونديشن) بشكل يومي تبحث وتقابل اكثر من مرة ولا توجد وظائف، علما بأن المؤسسة تمتلئ بغير القطريين. اسرعت الى وزارة العمل وألقت كل ثقلها عليها لعلها تتوظف هناك او توجهها الى اي جهة مناسبة اوحتى غير مناسبة، المهم تعمل وبسرعة، وبعد عدة مراجعات الى جهات مختلفة شملت اغلب قطاعات الدولة الحكومية منها وكذلك الخاصة تحصل على نفس النتيجة وبأشكال مختلفة وافضلها هل تعملين بالثانوية؟!. تمضي الأيام وتنتهي السنة الأولى من تاريخ التخرج دون ان تجد وظيفة وتزداد عليها الضغوط لاستخدام الواسطة ولكنها تتمسك بمبدأها. تلك الضغوط بعضها نبيل لوجه الله وبعضها الآخر للأسف استغلال مرفوض يمكن ان تتعرض له الكثير من الفتيات وخاصة من اولئك الذئاب الذين يمكن ان يطلعوا على اوراق الوظائف والسيرة الذاتية ومن ثم اللعب والاستغلال الرخيص لايجاد فرصة العمل. وبكل قوة وحزم تصد الفتاة الجميع ولا تقبل مع ما يصاحب ذلك من تأثير نفسي سيئ عليها. اخيرا جاء الفرج حيث ترسلها وزارة العمل الى جهة تطلب خريجي اعلام وتنهي كل اجراءاتها وتقدم اختبار القبول وترى درجتها المتميزة وبأنها مقبولة والى التعيين فورا.. بعد ذلك اعتذار الوظيفة تصلح لفني مختبر وليس لك...!!. يزداد الاحباط لديها وتدخل عامها الثاني دون عمل مع تواصل الضغوط باستخدام الواسطة وكذلك الضغوط النفسية. في النهاية تقرر بكل قوة واقتناع التنازل عن مبدأها وتتعين بمكالمة تليفونية واحدة..!! من أخت فاضلة ساهمت في تعيينها لوجه الله. لا تعليق بعد هذا المسلسل الدرامي الذي يمكن ان يتبناه احد مخرجي التلفزيون كانت بطلته احدى بنات قطر حاولت ان تتحدى الواقع الذي تعيشه ولكنها فشلت في ان تغير شيئا منه. للمسلسل مشاهد اخرى يعاني منه الكثير من القطريين والقطريات. الواسطة اليوم اصبحت تتفوق على كل الشهادات وكل الخبرات وما زال الطلب متزايد في توظيف غير القطريين سواء من الداخل او الخارج في الوقت الذي ننادي بالتقطير ولا نتأكد من مصداقية تطبيقه. في القرن الواحد والعشرين الوظيفة للقطريين اصبحت هاجسا يراودهم ويقض مضاجع ذويهم.