15 سبتمبر 2025

تسجيل

الثورة المصرية الكبرى

04 فبراير 2011

منذ بدأت الكتابة في هذه الصفحة آليت على نفسي أن أبتعد قدر استطاعتي عن الكتابة في السياسة، فقد سممت السياسة في الوطن العربي حياتنا منذ نعومة أظافرنا، فمنذ وعينا على الحياة وقضية فلسطين تنال من مشاعرنا وفكرنا الشيء الكثير لتتوالى بعدها القضايا والحروب في العراق ولبنان والكويت والانتفاضة الفلسطينية والإرهاب في الجزائر والعراق مرة أخرى والعمليات الإرهابية التي اجتاحت أماكن متعددة من وطننا العربي وأخيراً وليس آخراً الحرب على لبنان ثم غزة، لذا فقد أرتأيت أن تبحث هذه الصفحة عن معان جميلة كانت في حياتنا يوماً لكنها بدأت في الاختفاء والتلاشي بعد التغير الجذري الذي طرأ وقلب واقعاً كان يوماً ما قائماً واستبدله بواقع آخر مختلف تماماً ولتبقى هذه المعاني جزءاً من التراث الذي لا نريد له أن يندثر أبداً ولنتذكره دوماً بمشاعر الحنين والحب. لكن تتالى الأحداث الكبيرة ولا تترك للمرء القدرة على الاستكانة للراحة في أحضان التراث الحاني، فبعد الثورة التونسية المجيدة ها هي مصر العظيمة تنتفض ويصرخ شبابها وشيبها ونساؤها وأطفالها بصوت واحد مطالبين بالتغيير، والتغيير من سنن الكون، والحركة طبيعة الشعوب وإن كانت الأنظمة تشيخ وتهرم، فالشعوب تضج دائماً بالحياة والشباب. فمصر اليوم تنتفض للمطالبة برحيل الرأس الذي لم يحسن التفكير أو التدبير يوماً ولم يحسن العمل ليضيع شباب مصر المتعلمين خريجي الجامعات والمعاهد في متاهات العالم بحثاً عن فرصة عمل وحتى لو كانت هذه الفرصة المزعومة "جارسون" في مطعم! خيرات مصر ليست قليلة ولا أقبل التصديق أن هناك بلدا على وجه المعمورة يعجز عن إطعام أبنائه (لا أنسى قصة الطفلة التي أغمي عليها في المدرسة لأن ذلك اليوم لم يكن يومها في تناول طعام الإفطار) هل مصر بلد النيل والزراعة والخيرات الكثيرة تعجز عن توفير الحياة الكريمة لأبنائها؟ هل هو سر إذن القول إن السبب في ذلك سوء الإدارة وفساد الطغمة الحاكمة التي استحوذت على خيرات البلاد وتركت العباد في حيرة من أمرهم. إلى أن أتى اليوم الذي تدور به الدوائر على نظام قانون الطوارئ والأحكام العرفية والمليونين من رجال الشرطة وقوات الأمن المركزي التي لم تقو على حماية النظام المترنح أمام غضب الشعب المصري العظيم.