13 سبتمبر 2025
تسجيلمنذ خمسينيات القرن الماضي وسوريا لم تعرف الاستقرار، بل كانت موقعا وهدفا لانقلابات عسكرية متتالية منذ عام 1949، وهو ما جعلها مركزا مهما من مراكز الصراع الدولي في الحرب الباردة بين الشرق والغرب، وحولتها لساحة تتصارع فيها مختلف الرؤى والأهداف والمطامع، فصراع العسكر في خمسينيات القرن الماضي دفع سوريا للدخول في وحدة اندماجية غير مدروسة ومستعجلة مع مصر فشلت بعد عامين ونيف وأنتجت واقعا مريرا لصراع عبثي أنتج نظاما سياسيا عسكريا مشوها طبعت عليه السمة الانقلابية وعمليات الغدر حتى سيطرت على البلد قيادة دكتاتورية بمقاربات طائفية ونظام إرهابي قاتل لشعبه متدثرا بالشعارات القومية المزيفة ورافعا "يافطة" ما يسمى بالصمود والتصدي والتوازن الإستراتيجي إضافة لشعارات الاشتراكية العوجاء من قبيل شعار (لا حياة في هذا البلد إلا للتقدم والاشتراكية)! بينما كانت ماكنة النهب السلطوي متعاظمة تحت هدير قصف الشعارات الاشتراكية الكاذبة! لقد انتفض السوريون في الستينيات والثمانينيات فدفعوا أثمان دموية باهظة لانتفاضاتهم، وعزز النظام الطائفي من دفاعاته عبر تحالفاته الإقليمية والتي كشفت وعرت وجهه الطائفي في التحالف مع النظام الإيراني ومساندته علنيا في حربه ضد العراق (1980/1988) وبما يتناقض بالكامل مع عقيدة حزب السلطة المعلنة! وبرغم الدعم الروسي وغيره وبقية الميليشيات إلا إن الصراع على سوريا أمر لا يحسمه نهائيا إلا الشعب السوري الذي فجر ثورة شعبية عظمى عصية على الانكسار وسائرة لتحقيق الهدف رغم وعورة الطريق.. سوريا تتحرر بكل تأكيد وعزيمة.