15 سبتمبر 2025

تسجيل

ما أكثر المجمعات التجارية في بلادنا !

04 يناير 2016

لم تكن هذه عبارة لشخص معجب وإنما لشخص يتساءل ما ضرورة وجود كل هذه المجمعات التجارية التي تستنزف من القوة الشرائية لدى الجمهور وتزيد من (دوارة الشباب) فيها دون هدف سوى اصطياد البنات؟!.. فهذه المجمعات التي زادت في الفترة الأخيرة وبعضها قيد الإنشاء والتي على ما يبدو لم تكن قيد دراسة قبل الموافقة عليها، فالكثرة لا تعني تحضراً بقدر ما هي محاولة لأصحابها في جذب أكبر شريحة من الجمهور وبأكبر المغريات التي يمكن أن تتحول إلى درجة أن تنقلب إلى (شيش) للشباب وصالات سينما لمجرد الإلهاء فقط وتمضية الوقت إما بالشراء أو للتجمعات ليس إلا !.. لم نفكر يوماً بأن ننشئ مجمعاً يضم مكتبات ومتحفاً وصالات نقاش تقوم بإعداد موضوعاتها مجموعة من الشباب الذين يهمهم كثيراً أن يرقوا بفكرهم قبل أن يرتقوا بمقدرتهم الشرائية للماركات العالمية التي تزخر بها المحلات الكبرى في هذه المجمعات وهي فكرة لو طرحت على هذه الشريحة المثقفة من الشباب لنالت إعجاباً ورغبة منهم في استقطاب أمثالهم ممن يقضون أوقاتهم باللف حول المجمعات كما هو الحال مع مجمع اللاند مارك الذي بت أشك فعلاً إنه فعلاً (مسعى) للشباب وباتت (الدوارة) فيه ضمن الطقوس اليومية للشباب الذين لا أدري ما الذي يستفيدونه مع ( قلة الصيد) أحياناً ! .. فـ سوق واقف والذي نروج له على أساس إنه يعكس التراث الشعبي الحقيقي للدولة أضحى في معظمه (قهاوي) ورائحة دخان (الشيش) يعم سماءه وكأننا في مدينة ضباب وليس في سوق يجب ألا تكون السمة الواضحة فيه هي وجود مثل هذه الظاهرة التي لا تمت للتراث في شيء حتى وإن انبرى أحدهم ليقول بأن (القدو) كان ظاهرة الأجداد في الماضي ! فهل كان فعلاً تراثاً ليكون اليوم بنكهة التفاح والرمان والفراولة وغيرها من النكهات التي يتفنن تجارها في استيرادها لإبقاء وبقاء شرائح الشباب في صالاتهم المعبأة بما يفوق ضرره التدخين بأضعاف الأضعاف؟!.. فقد آن الأوان اليوم لنفكر بإنشاء مجمعات وصالات يمكن أن يلتقي فيها الشباب لتنضج بين جدرانها أفكار يمكن أن ترتقي فيها البلاد لأعلى وأن يخرج من لدينا من هم قادرون في الواقع على صنع مستقبل قطر في غير ما اشتُهرت به وأن نتفاجأ بأفكار هؤلاء لأن قطر قادرة على أن تكتشف هؤلاء بمقدرتها على توفير مسببات اكتشافهم وليس تسهيل الأمر لمن يهمهم في الواقع أن يثبطوا الشباب عن دورهم الحقيقي في المجتمع باسترسالهم وتمضية أوقاتهم في لعب الورق وتدخين الشيشة وتبادل الحديث الذي يمكن أن يكون في معظمه تافهاً ولا يعكس أهمية هذه التجمعات التي يمكن إن اجتمعت في أمر أن تصنع مستقبلاً باهراً لدولة تستحق الأفضل لا سيما في هذا الوقت الذي باتت الدول تفاخر بشبابها وعتادها من البشر أكثر من السلاح والمقدرة الدفاعية لها .. من حق قطر التي أعطت وتعطي أن يفكر رجال أعمالها والمستثمرون على أرضها بما ينهضها لا أن يثبطها ويحد من قدراتها على إبهار العالم بالمزيد من المفاجآت التي تقهر أعداءها بلا شك ! ومن واجب المسئولين فيها الذين يعطون صكوك الموافقة على إنشاء مثل هذه المجمعات أن يدرسوا انتشارها وأهدافها وأن الحداثة والعالمية هي في أننا أمة يجب أن تقرأ لأننا في الأساس أمة اقرأ في أول آية نزلت على رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ومع الأسف بتنا أمة لا تقرأ لذا أصبحنا جهلة حتى في تحليل أبسط الأمور التي تحدث حولنا لان عقولنا مغيبة ولا تعمل إلا بما يخدم شهواتها ومصالحها فقط تاركة أمر إنهاض البلاد على من يقع عليه حكمها وتسيير أمورها وهذا أكبر خطأ انغمسنا في وحله وساعدنا عليه من يحبون الربح ولو فكرنا قليلاً لعرفنا أن كل ما نطلبه لأنفسنا من نهضة وحداثة وتطور هو ما يجب فعله بأيدينا وليس على شكل سحابات دخان بنكهة التفاح !فاصلة أخيرة :كلمة "الشباب" في آخرها هي مجرد "باب" نتخير له أن يكون باب إصلاح وعمار لا سوء ودمار .. فأحسنوا اختيار الباب !