11 أكتوبر 2025

تسجيل

سلاح تخريب عراقي للبحرين

04 يناير 2014

ليس بالأمر المفاجئ أن تتمكن قوات حرس خفر السواحل في مملكة البحرين من إحباط عملية إدخال شحنة سلاح إيراني قادمة للمملكة من العراق!المعلوم والثابت يقينيا بأن هنالك شحنات عديدة من السلاح قد تم إدخالها للبحرين، لأن الهدف واضح وصريح وهو يتمحور حول الانتقال للنقطة الثانية من المشروع التخريبي الإيراني في البحرين بعد فشل مشروع التشهير الإعلامي واستعمال كافة أدوات التشويه الإعلامية من مقالات مدفوعة الثمن أو تصريحات لعناصر سياسية ناشطة في الخليج العربي تعمل لصالح المشروع الإيراني ولا تخفي انحيازها الصريح والعلني لخيارات إسقاط النظام الشرعي البحريني وإقامة البديل الإيراني الجاهز، ومع ذلك لا يحاسب تلك العناصر أحد على تلك الطروحات التخريبية والتي تشكل خيانة وطنية كاملة. وليس سرا أن البحرين هي الهدف المركزي للجماعات الطائفية الإيرانية الزاعقة في الشرق ليس منذ ما قبل عامين فقط، بل أكثر من ذلك بكثير، فالبحرين اليوم تمثل رأس الهرم في صناعة خلية الأزمة الإيرانية في الخليج العربي، فصانع القرار الإيراني يتصور أن البحرين هي النقطة الأكثر رخاوة في المجموعة الخليجية!!، كما أن تماسها المباشر مع المملكة العربية السعودية يشكل هاجسا أمنيا إيرانيا يداعب خيال أهل التبشير في دولة الولي الإيراني الفقيه!، والتركيز الإيراني على البحرين لا يعني بأن النقاط الخليجية الأخرى ليست ضمن عمل ونشاط خلايا الأزمة الإيرانية، فهنالك دول خليجية أخرى يحظى النفوذ واللوبي الإيراني فيها بقوة ونشاط وتميز ووجود واضح وملموس، وهو وجود تجاوز كل الحسابات والمواقف وبات يعبر عن مستقبل أمني مقلق، في ظل تمدد الخلايا السرية والشبكات التجسسية لمفاصل ومواقع مؤثرة هناك، كما أن التلكؤ والتردد ولربما إحجام بعض الأطراف الخليجية عن تنفيذ وتفعيل أي سياسة وحدوية من شأنها تطوير آلية عمل مجلس التعاون الخليجي والانتقال من باب التعاون لآفاق الوحدة قد أعطى للنظام الإيراني فرصا ذهبية لاستغلال الفرص، ولعل أروع الفرص والخيارات الإيرانية يتمثل في سقوط الجدار العراقي القائم منذ عام 1921 وحتى عام 2003 تحت سنابك خيول الهيمنة الإيرانية المباشرة!، فالعراق الطائفي اليوم وفي ظل سيادة أهل الأحزاب الإيرانية الطائفية قد تمكن من العراق تمكينا رهيبا واستطاع أن يتغلغل إستراتيجيا وبشكل سرطاني خبيث في كل خلايا الدولة العراقية التي أضحت للأسف مجرد حديقة خلفية وناطقة باللغة العربية لدولة الولي الفقيه، وقاعدة متقدمة في المشروع الإيراني في الخليج العربي والشرق الأوسط عموما. مملكة البحرين سابقا كانت محلا للتآمر من خلال بوابة نظام المخابرات السورية والذي كان يوفر الملاذ الآمن للجماعات التخريبية الإيرانية في البحرين كجماعات الشيرازية مثلا، حيث توفر جوازات السفر البحرينية المزورة لعصاباتها من خلال بوابة تسهيلات المخابرات السورية والتي كانت تتلاعب بأوراق وملفات المعارضات العربية في العراق ودول الخليج العربي والمغرب العربي أيضا، وجاء التحالف الإستراتيجي السوري مع إيران ليطور تلكم العلاقات التفاعلية في المجال التخريبي المحض!، أما اليوم وفي ظل دولة أمراء الطوائف والملل والنحل في العراق، ووجود العصابات الطائفية في العراق كجماعة البطاط أو الخزعلي أو كتائب حزب الله وغيرها من المسميات وفرت لرجال المشروع الإيراني في البحرين عناصر قوة إضافية لم يكن ليحلم بها أهل ذلك المشروع، وغني عن الذكر أن الزيارات لكربلاء والنجف في المواسم المعروفة قد وفرت تغطية حقيقية لاجتماعات عمل وتخطيط وبرمجة يلعب فيها فيلق القدس الإيراني للحرس الإرهابي دور المايسترو والموجه لفرق عزف الولي الفقيه على الأنغام الطائفية المريضة وتحت ستار وغطاء (حقوق الإنسان)! وهي الحقوق التي لا وجود لها في إيران ذاتها، ولعل في التهديدات العلنية الأخيرة لواثق البطاط زعيم عصابة حزب الله حول الانتقام من شعوب الخليج العربي وقصفها الفعلي بمساعدة الحرس الثوري الإيراني لمواقع كويتية وسعودية وإعلانها المريض عن تكفير دول الخليج العربي هو بمثابة إعلان حرب واضح على أمن وسيادة كافة دول الخليج العربي، العراق تحول حاليا لمركز تهريب للسلاح وحتى المخدرات الإيرانية للبحرين ودول الخليج العربي!، ودول الخليج يبدو أنها عاجزة للأسف عن إيقاف وفرملة المد بسبب عدم وجود سياسة أمنية موحدة من الخطر الإيراني المنطلق من قاعدته العربية في العراق، فتهريب السلاح والرجال نحو البحرين لن يتوقف، فهنالك إصرار إستراتيجي إيراني على تنفيذ المهمة في ظل حالة الضعف والتردد الخليجي، إنها معركة المصير الأوحد للمجال الحيوي لدولة الولي الفقيه في الشرق القديم.. في البحرين خلاصة الصراع على مستقبل الخليج العربي...