12 سبتمبر 2025

تسجيل

ماذا تعني ظاهرة "التصحر"؟

04 يناير 2012

Bildunterschrift: وفقاً لأحدث تعريف أُقر في عام 1994 ضمن اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر فإن هذه الظاهرة تعني "تراجع خصوبة التربة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة وفي المناطق الجافة وشبه الرطبة. وهذا ينتج عن عوامل مختلفة منها التغيرات المناخية والنشاطات البشرية". ولكن هذا التعريف لا يعني غلق باب النقاش أمام تطوير هذا المفهوم، لأن دراسة التصحر تعتبر جديدة نسبياً، حيث ظهر أول نص علمي يحمل هذه التسمية قبل حوالي 50 سنة. وكانت أول خريطة للتصحر قد خُطت من قبل الهيئات التابعة الأمم المتحدة في عام 1977، حيث تزامن ذلك مع انعقاد مؤتمر التصحر التابع للأمم المتحدة في نيروبي في كينيا. والتصحر في حقيقة الأمر هوعملية هدم أو تدمير للطاقة الحيوية للأرض، الأمر الذي يمكن أن يؤدي في النهاية إلى ظروف تشبه الظروف الصحراوية، كما انه يشكل مظهراً من مظاهر التدهور الواسع للأنظمة البيئية مما يؤدي إلى تقلص الطاقة الحيوية للأرض ومن ثم التأثير سلبياً على إعالة الوجود البشري. كما تهدد ظاهرة التصحر التنوع البيولوجي، كما أنها مشكلة بيئية عالمية لا تقتصر آثارها السلبية على العالم العربي فقط. وتعتبر الدول العربية، بحكم موقعها الجغرافي، من أكثر المناطق الجافة ذات الأنظمة البيئية الهشة، حيث يلعب المناخ دوراً مهماً في تركيبتها. إلا أن الآثار السلبية لهذه الظاهرة تزداد انتشاراً بمعدلات متسارعة نظراً لارتفاع درجة الحرارة الناتج عن ظاهرة الاحتباس الحراري. ويجتاح التصحر الأراضي العربية في وقت أصبح فيه ارتفاع نسبة الإنتاج الزراعي والحيواني لمواجهة النمو السكاني وارتفاع مستوى المعيشة ضرورة ماسة جداً. كما يُقدر برنامج الأمم المتحدة للبيئة القيمة الإنتاجية المفقودة سنويا في الدول النامية بسبب التصحر بـ 16 مليار دولار. Bildunterschrift: الجدير بالملاحظة عند إلقاء نظرة على تطور وانتشار ظاهرة التصحر هو أن الكثير من هذه الأراضي المتصحرة أو المهددة بالتصحر تقع في أرجاء عالمنا العربي. إذ تشير بعض الأرقام إلى أن حوالي 18 % من الأراضي الزراعية أو الصالحة للزراعة أصبحت واقعة تحت تأثير التصحر إن التصحر الأن يُعد أولوية أممية Bildunterschrift: اعترافاً بأن مواجهة التصحر مسؤولية عالمية قامت الأمم المتحدة بصياغة معاهدة لمكافحة انتشار ظاهرة التصحر. وأصبحت هذه المعاهدة سارية المفعول في 26 ديسمبر/كانون الأول 1996 عندما صادق عليها في ذلك الوقت 60 بلداَ ليرتفع العدد فيما بعد إلى أكثر من ذلك. والجدير بذكره هنا هو أن هذه المعاهدة تهدف إلى إلزام الدول المعنية بتنفيذ إجراءات على أرض الواقع لمكافحة التصحر وحماية البيئة والمصادر الطبيعية. Bildunterschrift: فالتنمية بمفهومها الحديث تجاوزت النمو الاقتصادي إلى الحفاظ على البيئة ومواردها الطبيعية. ولعلنا نستنتج من تلك المناقشة السريعة أهمية علم البيئة في حياتنا الإجتماعية والإقتصادية.