31 أكتوبر 2025
تسجيلالمجتمع الصالح هو الذي يحافظ على مقومات العمل الدؤوب بما يحقق الرفعة والتقدم والرقي، دوحة الخير تتزين من خلال أرض المعارض والتي تشهد حركة مستمرة وعملا متواصلا في معرض الكتاب، إذ تعيش دوحة العطاء حراكا ثقافيا مميزا تبين أهمية العلم والمعرفة في دولتنا الحبيبة ومع كل ما يقال ويكتب إلا أن هذا المعرض في كل عام يحقق النجاح المبتغى، فهو نشاط يشعل فتيل القراءة والبحث عن الكلمة والعنوان واحتضان الكتاب وهو فرصة حقيقية لتحريك الفكر والتحفيز على الإبداع، ويشكل رصيدا ثقافيا يحسب لكل من أسهم وشارك في الإعداد والتنظيم وحيث إن الأبنية والهياكل المادية ترتكز على قواعد ثابتة راسخة ضاربة في أعماق الأرض ، إذ بدونها لا يرتفع البناء ولا يستقر الشكل على هيئة واحدة أكثر من لحظات، فكلما كانت القواعد مثبتة ارتفع البناء وثبت مكانه لا تزعزعه العواصف ولا تهزه الأعاصير بل ولا ينال منه طول الزمن وتقلبات الأحداث، حتى النظام الكوني لا يخرج عن هذه القاعدة فهو ثابت بقواعده مستقر بأركانه التي جعلها الله تعالى رواسي له، كذلك كل نظام فكري لابد له من أسس يقوم عليها وإلا كان صورة من الخيال الذي لا مضمون له. فالمعرفة لها سلطان على الفرد كما أنها بمثابة العقل الذي يكبح جماح الأمة فيمنعها من الزلل أو السقوط في متاهات الهلاك والدمار، فقطر بلد الخير والعطاء تبذل ما في وسعها لنشر الثقافة والقيم فهي تواكب النهضة وتسعى إلى الرقي ، فتنمي العقل والفكر بمختلف الفنون والثقافة وترتقي بهما على طريق العلم والمعرفة، فعلى صعيد الأيام التي نعيشها الآن ومن خلال معرض الكتاب الذي حمل بين طياته رسالة سامية لنشر الوعي و الفكر بين أبناء الوطن، فهذا المعرض الذي ينشر العلم بين الناس ويجعل الكتاب في متناول الجميع ليعد من أعظم وسائل الثقافة والمعرفة، فالكتاب يدرك قيمته أصحاب العقول النيرة الذين يسعون بحثا عن المعرفة و حبا في التعلم ، فهو حبيب نأى مزاره وشطت داره وهو المسامر الذي لا يبتدئك في حال شغلك ولا يدعوك في وقت نشاطك ولا يحوجك إلى التجمل له، الكتاب هو الجليس الذي لا تمله والصديق الذي لا يغريك والرفيق الذي لا يملك والناصح الأمين الذي لا يستذلك ، فهو باب الثقافة والمعرفة الذي نستطيع به أن نعيد بناء صرح حضارتنا الشامخة التي بناها الأجداد بعرقهم وجهدهم فكان لها السبق والريادة ، فأمتنا العربية هي رائدة الحضارات بما تحمل من عقيدة هي أرقى العقائد لأنها تساهم وتساعد في بناء الإنسان الفكري والوجداني وهي عقيدة علم تحترم العقل وتدفعه دفعا حثيثا نحو العلم والمعرفة وهي عقيدة خلق إنساني معتدل كريم يتجافى عن الإفراط في الحب والتفريط في الواجب ، وهي عقيدة تشريع يدفع إلى اليسر ويتوخى المصلحة مصلحة الفرد ضمن مصلحة المجموع ،ومصلحة المجموع غير مفرط بمصلحة الفرد ومصلحة الأمة ضمن الإطار الإنساني العام ، ومصلحة الإنسانية كلها من غير محو لفضائل الشعوب و خصائص الأمم و قضاء على كرامتها. إننا أصحاب روحانية إيجابية بناءة وروحانية إلهية تلازم المرء في ميدانه بل تنقله من كمال إلى كمال وتذكره بالله الذي خلقه والأرض التي درج عليها والناس الذين يعيشون معهم وعبوديته لله رب العالمين.