18 سبتمبر 2025

تسجيل

الوالد علي بن عبدالعزيز المحري المهندي في ذمة الله

03 نوفمبر 2021

في تاريخ 23 من ربيع الأول من عام 1443هـ الموافق 29/10/2021م في يوم الجمعة وقبل صلاة العشاء، خيّم الحزن على مدينة الخور حيث انتقل إلى رحمة الله: الوالد علي بن عبدالعزيز بن عبدالله بن راشد المحري المهندي (بوخالد) رحمه الله عن عمرٍ ناهز الـ 95 عاماً. •المولد والنشأة والتعليم: ولد الوالد علي بن عبد العزيز المحري المهندي في مدينة الخور شمال شرق دولة قطر عام ١٩٢٦م. وتعلم القراءة والكتابة على يد خاله الوالد راشد بن علي بن راشد المحري المهندي رحمه الله، وخاله محمد بن علي بن راشد المحري المهندي رحمه الله، وعلى يد جابر الحرمي رحمه الله، فكانت حياته بين 1926م إلى 2021م. •فترة الغوص: التحق الوالد علي بن عبدالعزيز المحري المهندي في مرحلة العشر سنوات تقريباً بمرحلة الغوص بدء تبّاب ثم سيب، وركب مع جمعة بن عبدالله المريخي فعاش حياة الغوص بصعوبتها ومرارتها كما عاش رجال قطر الأوائل إلى ان انتهت فترة الغوص في ذلك الوقت. •رحلة البحث عن عمل ما بعد الغوص: ثم تحول الوالد من الغوص إلى العمل كشاب يطمح في أن يكون نافعا لنفسه وأهله ووطنه ودينه، ونظراً لصعوبة توفر الوظائف بعد عصر الغوص توجه الى مدينة الظهران في المملكة العربية السعودية آن ذاك وكان عمره ١٧ عاما مع الوالد راشد بن علي بن راشد المحري المهندي ومع الوالد ناصر بن أحمد بن عيسى المحري المهندي، واستمرت اقامتهم في مدينة الظهران عدة أشهر للعمل في شركة أرامكو السعودية آن ذاك ثم بعد ذلك رجع الى قطر مع جماعته الذين ذهب معهم. •العمل في شركة البترول في دخان: بعد ظهور النفط حيث عمل الوالد علي بن عبدالعزيز المحري المهندي في حفر آبار البترول وكذلك حفر آبار المياه ثم (تنديل) ثم عمل في اماكن مختلفة في الشركة في دخان لانه يعرف القراءة والكتابة كما عمل اهل قطر كلهم انذاك. •عام فقدان الوالد والخال: 1976م هو عام فقد فيه بوخالد والده عبدالعزيز بن عبدالله بن راشد المحري المهندي، وخاله الوالد راشد بن علي بن راشد المحري المهندي رحمهم الله جميعاً، حيث فقد والدين بينهما ستة أشهر فعم الحزن والألم في مدينة الخور في ذلك العام لفقدان شخصيتين لهما ثقلهما في المجتمع. •الأعمال الحرّة: ثم انتقل إلى مرحلة العمل الخاص في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات إلى أن توفاه الله. حيث عمل في شراء سيارات النقل. وقام بتأسيس شركة سابيكو للتجارة والمقاولات مع الوالد حسن بن شبيب الشقيري. رحمه الله. •تأسيس شركة سابيكو مقاولات: وقام بتأسيس شركة سابيكو للتجارة والمقاولات مع الوالد حسن بن شبيب الشقيري المهندي رحمه الله، وكان تأسيس الشركة في عام 1976م تقريباً، حيث قامت الشركة في بناء نصف مدينة الخور والمناطق المجاورة آنذاك. حيث ذكر لي الوالد علي بن عبدالعزيز المحري المهندي رحمه الله بأنه تم بناء أكثر من ٥٠٠ وحدة سكنية من البيوت الشعبية والفلل للمواطنين في مدينة الخور وبالذات في فترة سبعينات وثمانينيات القرن الماضي ابتداء من سنة 1976م ثم قامت الدولة في ذلك الوقت بتكليف شركة سابيكو ببناء جامع العز بن عبدالسلام والذي قام بافتتاحه فضيلة الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود رحمه الله قاضي قضاة قطر ورئيس المحاكم الشرعية والشؤون الدينية آنذاك حيث قام الوالد علي بن عبدالعزيز المحري المهندي بتسليم فضيلة الشيخ ابن محمود مفاتيح المسجد إيذاناً بافتتاحه والصلاة فيه وكان ذلك وقت صلاة العصر. ولا زالت شركة سابيكو قائمة إلى يومنا هذا، حيث كانت الشركات قليلة في ذلك الوقت. وكان وجود وجهود الوالد علي بن عبدالعزيز المحري المهندي معطاءً ومثمراً في المجتمع القطري، وكان سمحاً إذا باع سمحاً إذا اشترى، حيث شهدت أكثر من موقف للوالد علي بن عبدالعزيز المحري المهندي رحمه الله يسامح المتعسرين وكان بعضهم يبني البيت ولا يستطيع إكمال المبلغ فيقوم الوالد بوخالد رحمه الله بتأجيل السداد عنهم والتيسير عليهم. •تأسيس محطات البترول الشمالية: قام الوالد علي بن عبدالعزيز المحري المهندي بعد ذلك بتأسيس محطة البترول الوطنية على خط الشمال؛ وكانت اول محطة بترول في المناطق الشمالية وترأس مجالس إدارتها إلى منتصف التسعينيات. ثم انبثق عن هذه المحطة تأسيس محطتي بترول جديدتين إضافيتين، محطة بترول الأهلية تقع بين مدينتي الخور والذخيرة ومحطة البترول الساحلية حيث لم تكن في المناطق الشمالية محطات بترول في ذلك الوقت ولكن بفضل الله ثم بفضل جهود الحكومة بالتنسيق مع الوالد علي بن عبدالعزيز المحري المهندي حيث ترأس مجلس ادارة المحطات فترة من الزمن لما يتميز به الوالد بوخالد رحمه الله من خبرة ادارية وميدانية وسهولة وفن التعامل مع الآخرين. •تعيينه في المجلس البلدي: وفي عام 1990م تم تعيينه عضوا في المجلس البلدي عن دائرة الخور عن مدينة الخور. •حبه وولاؤه لقطر وحكامها: عُرِفَ الوالد بوخالد بحبه لدينه وحبه لوطنه وحبه لولاة أمره، حيث عاصر الوالد علي بن عبدالعزيز المحري المهندي عهدا متسلسلا من حكام قطر منذ ولادته الى وفاته رحمه الله وهو تربطه علاقة وطيدة مع القيادة الرشيدة في دولة قطر، فكان في صباه استفاد وتعلم من الوالد والشاعر والأديب راشد بن علي المحري المهندي والوالد والشاعر الفذّ سعد المسند الملقب بالبنك، لما يتمتع به الشاعر من موهبة عظيمة في الشعر وكناية عن الثروة الشعرية والفكرية من حيث الكم والكيف، وفي عهد الشيخ عبد الله بن جاسم حاكم قطر رحمه الله كان عمر الوالد 10 سنوات ثم في عهد الشيخ علي بن عبد الله آل ثاني رحمه الله ثم في عهد الشيخ أحمد بن علي آل ثاني رحمه الله وكانت تربطه علاقة وطيدة معهم ويزورهم و يطلب الشفاعة الحسنة لاهل الخور ولمجتمعه ويسعى لحاجة الارامل والمطلقات واليتامى وكبار السن ثم في عهد الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني سمو الأمير الأب رحمهم الله جميعاً. وكان يقابلهم عدة مرات لأمور ينفع بها مجتمعه، وأيضا في عهد سمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حفظه الله وواصل الوالد بوخالد علاقته مع الحكام إلى عهد حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله أمير دولة قطر. فهذه كانت علاقته بالقيادة الرشيدة. •علاقته مع المجتمع القطري: أما في علاقة الوالد علي بن عبدالعزيز المحري المهندي مع المجتمع؛ فهو واصل في الجميع، فلا يكون هناك عرس وفرح من أفراح المجتمع القطري سواء في الخور أو باقي المناطق إلاّ كان مشاركاً فيه، ولا مناسبة وطنية إلا كان له حضور مميز فيها. وايضا حتى في العزاء والأحزان يشارك الناس في أحزانهم ويصلهم إلى أماكنهم. وشهد الوالد علي بن عبدالعزيز المحري المهندي عدة مرات يكرم من قبل الدولة ومن قبل مؤسسات الدولة ومن قبل مؤسسات المجتمع وعرف عن الوالد بوخالد بالبذل والعطاء والمجلس العامر المفتوح في كل وقت وفِي كل حين إلى يومنا هذا يواصل أبناء الوالد علي بن عبدالعزيز المحري المهندي رحمه الله، هذا العطاء والكرم والتواضع. •أعمال البرّ والتقوى: الوالد بوخالد عاش حياته منذ طفولته إلى وفاته وهو بار بوالديه، مهتماً ومتابعاً لشؤون قبيلته، واصلاً لأرحامه صاحب كلمة طيبة وصاحب شفاعة حسنة يحب الخير للناس، وبنى مسجداً يقع في منطقة (صفا الطوق) شرق مدينة الخور والمسجد اسمه مسجد حسن بن شبيب الشقيري المهندي وعلي بن عبدالعزيز المحري المهندي، ولايزال المسجد موجوداً في الخور ولازال الاسم في كشوفات المساجد بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية، وكذلك قام ببناء المساجد في دول أخرى وحفر الآبار وكفل اليتامى وسعى في حاجة المطلقات والأرامل والمساكين، وأكرم الضيف وأعطى المحتاج، وساهم في عون المساكين والمحتاجين. •الوالد بوخالد ومجلسه العامر: كان الوالد علي بن عبدالعزيز المحري المهندي، صاحب هيبة وحكمة وشموخ وكرم، يسعى لمجلسه العامر الكثير من الناس لقضاء حوائجهم والشفاعة لهم ومساعدتهم كما رأيت كثيراً من الناس يستشيرونه في أمور حياتهم وأمور الأعمال والتجارة، حيث كان يعتبر وسيطاً لكل خير وحلّالاً للمشاكل، وكان من صفاته رحمه الله أنه كان يصلح ذات البين وبعيداً عن الخلافات التي تحدث بين الناس. ومن المآثر له أنه كان يذهب مع الناس إلى الحج وكان وجوده فاعلًا في الحج والعمرة ويذهب مع كبار السن من أهل مدينة الخور ويساعد الكبار ويساعد الناس في تأدية مناسكهم بالتنسيق مع بعثة الحج القطرية، والتي كان يرأسها الشيخ عبدالله بن ابراهيم الانصاري، وبالتنسيق مع الحملات القطرية آنذاك. كما شهدته رحمه الله يرافق بعض المرضى الذين لديهم رحلة علاج في الخارج وليس لديه من يتابع أمورهم يقضي حوائجهم ويساعد في تسهيل إجراءات المستشفيات والسفارات. •الرجل الصالح وذريته الصالحة: رزق الوالد علي بن عبدالعزيز المحري المهندي من الذرية الصالحة من الأبناء والبنات، ورزقه بر الأبناء كما قام ببر والديه فرزقه الأبناء البرره: خالد بن علي المحري المهندي والدكتور محمد بن علي المحري المهندي، وعبدالله بن علي المحري المهندي، واحمد بن علي المحري المهندي والدكتور عبدالرحمن بن علي المحري المهندي وعبدالعزيز بن علي المحري المهندي، وحمد بن علي المحري المهندي وراشد بن علي المحري المهندي وحسن بن علي المحري المهندي، وقاموا ببره جميعاً كما هو كان بارًا بوالديه، فجاء الأبناء من بعده وهم على خير بارين فيه في حياته، نحسبهم والله حسيبهم ولا نزكيهم على الله. •مرضه ووفاته: مع كبر سن الوالد بوخالد وتعبه ومرضه في آخر حياته، إلاّ أنه كان يهتم بكل من يزوره ويسأل عن أحوال الجميع من الأسرة والأقارب والأرحام، ويتكلم معهم ويسأل عن غائبهم، ثم جاءت فترة مرضه في الأيام الأخيرة والتي صبر وتحمل واحتسب الأجر فيها عند الله، حتى توفاه الله بحضور أبنائه وبناته، في غرفة العناية المركزة بمستشفى الخور العام في يوم الجمعة بتاريخ 23 من ربيع الأول من عام 1443هـ الموافق 29/10/2021م وكانت وفاته بعد صلاة المغرب، في تلك الليلة خيّم الحزن على مدينة الخور وجميع مناطق قطر بوفاة الوالد علي بن عبدالعزيز المحري المهندي، الذي كانت سمعته وصيته يعرفها القاصي والداني، ونشهد له بأنه على خير باذن الله نحسبه والله حسيبه ولا نزكيه على الله سبحانه. •صلاة الجنازة والدفن والعزاء: بمجرد سماع خبر وفاة الوالد علي بن عبدالعزيز المحري المهندي، قام الناس كلهم ينشرون خبر وفاته ووقت صلاة الجنازة والدفن من خلال الرسائل السريعة عبر الهواتف النقالة وكذلك في جميع وسائل التواصل الاجتماعي في المجتمع القطري، فتم تحديد صلاة الجنازة بعد صلاة العصر من يوم السبت، وتسابق الناس من جميع مناطق قطر وتوجهوا إلى مدينة الخور لحضور صلاة الجنازة بالجامع الكبير في مدينة الخور (جامع عثمان بن عفان رضي الله عنه) والذي اكتظ بأعداد المصلين لأداء صلاة الجنازة، وقد قام الدكتور محمد بن علي بن عبدالعزيز المحري المهندي بإمامة المصلين في صلاة الجنازة على والدنا رحمه الله، ثم لحقنا بالجنازة إلى المقبرة وبوجود أعداد كبيرة لحضور الدفن والدعاء لفقيدنا الغالي ووداعه. فكانت إجراءات الجنازة والدفن من أسهل وأيسر الجنائز، حيث تم دفنه في مقبرة الخور رقم قبر الوالد بوخالد رحمة الله (450). ثم توجه الناس إلى مجلس الوالد علي بن عبدالعزيز المحري المهندي لأداء التعازي لأبناء الفقيد الغالي، حيث تزاحمت السيارات في الساحات الخارجية لفريج المحري في الخور، واكتظ المجلس بالحضور من كبار الشخصيات وأصحاب الفضيلة والعلماء، ومن عامة المواطنين والمقيمين، وجاء كذلك عدد من المحبين للوالد بوخالد وأبنائه من دول الخليج العربي. •علاقتي بالوالد بوخالد: تربطني علاقة قوية جداً بالوالد علي بن عبدالعزيز المحري المهندي، فوالدي الشاعر والأديب راشد بن علي المحري المهندي هو خال الوالد علي بن عبدالعزيز (بوخالد)، وهو زوج أختي الغالية صالحة بنت راشد بن علي المحري المهندي (أم خالد) رحمها الله، فلم يكن الوالد راشد بن علي (لأبي خالد) مجرّد خال فقط.. بل كان هو الوالد والمستشار والصديق ورفيق العمر منذ طفولة بوخالد حتى وفاة خاله (والدي) فكانت بينهما الخبرة في الحياة التي أثّرت كثيراً على حياة (بوخالد)، فتوفي الوالد راشد بن علي المحري المهندي رحمه الله؛ وأنا في الثالثة من عمري، فكنت يتيم الأب، وتربيت على يد ثلاثة أشخاص هم: الوالدة شيخة بنت محمد المحري المهندي رحمها الله، وأخي الكبير: الوالد عبدالله بن راشد المحري المهندي رحمه الله، ثم الوالد علي بن عبدالعزيز المحري المهندي رحمه الله والذي أسكنني في بيته العامر مع الوالدة شيخة بنت محمد، فلقد سكن في بيته المرأة كبيرة السن وكذلك اليتيم، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا"، إلى أن وصل عمري 8 سنوات ثم انتقلنا إلى مسكن حكومي سعى فيه الوالد بوخالد باسم الوالدة شيخة بنت محمد، وكان بوخالد وأخي الكبير بومحمد والوالدة شيخة رحمهم الله، يهتمون برعايتي حتى انهيت الدراسة وتوظفت، فقام الوالد بوخالد بتزويجي ابنته (أمراشد) وصار أبنائي هم أسباط الوالد علي بن عبدالعزيز المحري المهندي، فاستفدت منه النصيحة الدائمة السماحة والهدوء والتوازن وكيفية التعامل مع الآخرين وكيفية مواجهة المواقف الصعبة وإدارتها بكل اتزان وهدوء وحكمة. لذلك تجدون مشاعر تقف تقديراً وشكراً وعرفاناً لله ثم للوالد بوخالد رحمه الله رحمةً واسعة. •دعاء: نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتغمد الوالد علي بواسع رحمته ومغفرته، ويوسع عليه قبره وينور عليه قبره، ويجعل قبره روضة من رياض الجنة، ويرزقه الفردوس الأعلى من الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، وجميع موتانا وموتى المسلمين، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان. اللهم أجرنا في مصيبتنا واخلف لنا خيراً منها، إنا لله وإنا إليه راجعون، وإنّا على فراقك يابوخالد لمحزونون. [email protected]