13 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); خطاب صاحب السمو أمير البلاد المفدى في افتتاح دور الانعقاد الخامس والأربعين لمجلس الشورى حمل رسائل مباشرة وموجهة للكل، رسائل تدلل على أنه لا وقت لضياع الوقت وإهدار المال العام، وأن البقاء للأفضل والأصلح . من أكثر الجمل والكلمات التي استوقفتني في خطاب صاحب السمو أمير البلاد جملة الثروة وحدها لا تكفي، وأنه يجب تغيير ثقافة الاستهلاك، نعم وهذا ما نحتاجه لخلق جيل يحافظ على مقدرات ومصالح الوطن وهذا لا يتأتى إلا بالتركيز على غرس هذه القيم لدى أبنائنا بداية من النشء . إن قول صاحب السمو أمير البلاد المفدى بوجوب تغيير عبارة إن قطر تستحق الأفضل إلى إنها تستحق الأفضل من أبنائها جعلتني أتمنى لو أنني كنت في الصف الأول الابتدائي لأبذل قصارى جهدي في خدمة الوطن . في عام 1978 حقق ( لويس ألبرتو متشادو ) فكرته في إنشاء أول وزارة للذكاء، بالتعاون مع الرئيس الفنزويلي حينها ( خمينيز )، وأصبح متشادو أول وزير للذكاء في العالم، لأنه وببساطة ارتكز على تحقيق ذلك بقناعته أن الذكاء الإنساني يمكن تعليمه لجميع الناس دون استثناء لأن الإنسان بفطرته لديه الاستعداد لتعلم الذكاء مثل ما لديه الاستعداد لتعلم أي مهارة أخرى . ما تطرق له متشادو ليس بغريب عنا نحن المسلمين فقد قال الله في محكم تنزيله ( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ )، الذكاء فطرة جُبل الناس عليها، إلا أن البعض يُفعل هذا الجانب والآخر يُعطله .يجب أن ندرك أن التقدم والتخلف قضيتان متضاربتان لكن جذورهما فكرية، تتمحوران حول المنهجية واللامنهجية، وإذا ما أتيح للأفراد تربية عقلية منهجية فإنهم حتما سيعرفون طريقهم إلى التفكير الصائب جيدا، فابتكار التقنيات حينئذ لن يكون عملا خارقا أو مستحيلا لأن التكنولوجيا أو التقنية بكل مستوياتها وآلاتها وحركاتها وسكناتها ما هي إلا إبداع العقول الممنهجة، والتربية والتعليم هما مجال بناء هذه العقول، وإذا ما حققت التربية ذلك فإنه يمكن عندئذ تقليص الفجوة بين التخلف والتقدم. في عصرنا هذا يمكن القول إن البقاء والغلبة للأذكى، وليس للأقوى كما كان يقال سابقا، فالذكاء يقود للتميز والوصول إلى أقصى درجات الجودة والارتقاء والإبداع، وهذا من أهم أسباب البقاء في حلبة السباق الدولية . ما أدعو إليه هو أن يتم ترجمة وتنفيذ خطاب صاحب السمو أمير البلاد المفدى عملا ومنهجا وفكرا وأن تكون مثل هذه الأفكار متواجدة في ذهن كل مواطن يعيش على هذه الأرض الطيبة، وأن تكون ثقافة الإبداع والذكاء والتميز منهج حياة كاملا وليس لتحقيق أهداف مرحلية فقط، فنحن نملك ولله الحمد كل الإمكانيات التي تؤهلنا للوصول إلى ما نصبو إليه . أي دولة مطالبة باستثمار مواهب أبنائها الذين سيسهمون في نموه واستقراره وأمنه ورفاهيته وبناء مستقبله، كما أن الارتقاء بالتعليم والتفكير والإبداع والذكاء أصبح مؤشرا من مؤشرات الأمم السعيدة المتقدمة . قال حكيم ياباني ( تعيش الشعوب على ثروات تحت أقدامها تنفد بمرور الوقت بينما تعيش على ثروات فوق رؤوسها تعطيها بقدر ما تأخذ منها ) .