12 سبتمبر 2025

تسجيل

السلام قبل الاستئذان

03 نوفمبر 2016

لقد أعطى الإسلام قضية الاستئذان جانبا من الاهتمام، وأمر المسلمين بتطبيقه في حياتهم وبين أهليهم فهو أزكى لهم وأطهر لقلوبهم، ويكون ذلك من الوسائل التي تحفظ الحرمات وتفجر ينابيع الحب بين المسلمين وتوثق عرى القلوب، ووسيلة للود بين المسلمين واحترام بعضهم وعنوان صادق على طهارة المسلمين وطهارة مجتمعهم، فهدي ديننا الحنيف يدعو الأمة لحسن الخلق فيربي أبناءه على الآداب العامة التي تحفظ الحرمات بين الناس فلا تنتهك العورات، فإن الدخول إلى بيوت الناس لا يكون نقيا خاليا من الشوائب بعيدا عن الشبهات إلا إذا كان بإذن أهله ومن هنا لا يكون هناك مجال للتلصص والترقب والدخول غير المشروع الذي يخفي وراءه الريب والشكوك. وليعلم كل عاقل أن هذا أمر رباني لا يجوز التهاون في شأنه أو التغاضي عنه يقول الله -تعالى-: "يأيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون" النور:27، وللاستئذان آداب حرص الإسلام على توضيحها للمسلم وأمره بالتحلي بها كلما قادته قدماه إلى زيارة إنسان ومنها، ألا يقف أمام الباب بل يأخذ يمنة أو يسرة وهذا ما كان يفعله رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فعن عبد الله بن بسر -رضي الله عنه-: "أن النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا أتى بابا يريد أن يستأذن لم يستقبله وإنما جاء يمينا أو شمالا فإن أذن له وإلا انصرف" البخاري، وحيث إن الاستئذان جعل من أجل البصر وأمرنا بغض البصر والمحافظة على حرمات المسلمين، والسلام يكون قبل الاستئذان ولا يصح الاستئذان قبل السلام بهذا جاء الهدي النبوي العالي، وهو يعلم أصحابه الدخول للبيوت وأن يسمي نفسه بما يعرف به من اسم أو كنية إذا قيل له: من أنت؟ لا يقول كلمة غامضة مثل: أنا ونحوها، وهذا ما كان عليه هو وصحابته الكرام، وأن يرجع إذا قيل له ارجع دون أن يجد في نفسه شيئا من غضاضة، وتتقبل نفسه الهدي العالي للإسلام بنفس راضية، وليعلم أنما يكون ذلك لطهارة المجتمع المسلم وخلوه من الفواحش والمنكرات.