16 سبتمبر 2025

تسجيل

ربيع تركيا يزهر من قلب الصناديق

03 نوفمبر 2015

نجح الأتراك في امتحان الوعي وأثبت الشعب التركي أنه عصي على التلاعب والمؤامرات والتحريض والتزييف، وأكد أنه يكافئ من يحسن من قادته ويعاقب الفاشلين الذين يعيشون على الذم وتسويق الأوهام والخيالات المريضة، التي لا تصمد أمام الواقع.هذا الشعب الواعي منح أصواته لحزب العدالة والتنمية والرئيس رجب طيب أردوغان ورئيس وزرائه أحمد داوود أوغلو، فواحد من كل اثنين من الأتراك صوت للنهج السياسي والاقتصادي والديني لأردوغان وأوغلو، وصنع عبر صناديق الاقتراع ربيعا تركيا ونصرا تاريخيا لمكافئة الإنجازات الكبيرة التي حققها حزب العدالة والتنمية على مدى 13 عاما من الحكم.لم يكن نصر حزب العدالة والتنمية سهلا، بل كانت طريقه وعرة جدا ومليئة بالأشواك، فحجم الهجوم والتشكيك الداخلي ضده غير مسبوق، وسلاح استطلاعاته المزيفة كان يستخدم يوميا من أجل غسل عقول الأتراك لإبعادهم عن الحزب وقيادته، إلى جانب الهجوم الإعلامي المركز والذي شاركت في وكالات أنباء "عالمية" ووسائل إعلام عربية، بدت وكأنها "تخوض حربا عالمية" ضد أردوغان وحزبه، إلا أن النتيجة جاءت معاكسة تماما لكل هذا التزييف والتدليس بفضل وعي نصف الشعب التركي الذي قال: "نعم كبيرة" للاستقرار والرفاه الذي صنعه أردوغان وأوغلو.نصر "العدالة والتنمية"، نصر لتركيا وللديمقراطية واستمرار التنمية والتقدم الاقتصادي وتوفير الخدمات والصحة والتعليم والأمن، والقطيعة الكاملة مع عصر الانقلابات والدكتاتورية وحكم العسكر والفساد، وفتح الأبواب مشرعة أمام الحرية والعدالة وتكافؤ الفرص، بل أكثر من ذلك، فالنصر التركي نصر للأمل في العالم العربي والعالم الإسلامي، وأن العرب والمسلمين قادرون على صناعة هذا الأمل إذا ما أتيحت لهم الفرصة. وقد عبر أوغلو عن ذلك في خطاب النصر، بعد ظهور نتائج الانتخابات البرلمانية بقوله:"أحيي مليار ونصف مليار مسلم تابعوا الانتخابات وتمنوا الخير لتركيا". مشيراً إلى أن الأتراك صوتوا "للسلام ولحزب العدالة والتنمية.. رغم أن الكثيرين حاولوا التآمر على تركيا التي أفشلها الأتراك"، وكان أكثر صراحة ووضوحا في التعبير عن هويته عندما صدع:"أسأل الله أن تبقى سماؤنا مفتوحة لشعار "الله أكبر"، وهو انتصار للمظلومين في تركيا والعالم".. ليس هذا فحسب بل "إن حزب العدالة والتنمية سيتابع مسيرته في خدمة كافة الأتراك، على اختلاف أديانهم وأطيافهم وأعراقهم وحماية الحقوق، ويضمن لجميع المواطنين حرية الرأي والعقيدة، والأمن على حياتهم وممتلكاتهم"، والاستمرار بخدمة تركيا إلى يوم القيامة"، وأنه سيواصل الحفاظ على المكتسبات قائلا "لا يعتقد أحد أننا سنتنازل عن القيم الديمقراطية والمكتسبات التي حققناها على مدار الـ13 عاما الماضية.داوود أوغلو كشف عن الخطوط العريضة لسياسة حكومته المقبلة والتي تتركز على "محاربة الإرهاب" حزب العمال الكردستاني وتنظيم الدولة الإسلامية، وتغيير النظام المعمول به حاليا في تركيا الذي لا يلبي احتياجات البلاد والسعي نحو تركيا خالية من العنف والفوضى والاستقطاب، وكتابة دستور جديد ونظام انتخابي صحي وسليم للتخلي نهائيا عن الدساتير الانقلابية، لصالح دستور مدني ليبرالي".وكما قال أوغلو فإن انتصار حزب العدالة والتنمية هو للأتراك وجيرانهم والأمة كلها، وهو نصر نزل بردا وسلاما على قلوب محبي تركيا في العالم العربي، وأشعل نارا في قلوب الكارهين والحاقدين الذين ينفثون سمومهم ضد تركيا وقيادتها وشعبها الذي قال كلمته بمنحه الثقة للقيادة التي صدقته القول والفعل والنهج والنوايا على مدى 13 عاما.