18 سبتمبر 2025

تسجيل

(شابالا) السياسة الخليجية!

03 نوفمبر 2015

لن أتكلم عن التغيير الجذري في الموقف الخليجي والعربي والدولي من قضية إسقاط نظام الطاغية بشار الاسد في سوريا، بعد أكثر من أربع سنوات عجاف قتل بشار فيها ومن يعيث في أرض سوريا الدمار من الدواعش ومنتسبيهم، أمة بأسرها مع التفنن بأدوات القتل مابين براميل متفجرة وغازات سامة وصواريخ أو النحر وما شابه، وتحوله إلى مجرد (خلاف بين نظام ومعارضة) ومحاولة الجميع احتواءه وإنهاء (الصراع) الدائر في البلاد!.. لكني سأتحدث عن الذين لا يزالون يرون في بشار المعضلة الدموية الوحيدة في استمرار قتل الشعب السوري، وأن إسقاطه هو الحل الأوحد ليتنفس البقية من هذا الشعب، الذي حرمه نظام بشار حقه في الحياة والعيش بأمان، بعد أن استنزف كل هذه الأرواح من أطفاله داخل بلاده وعلى سواحل أوروبا وتركيا، في محاولة يائسة منه للهرب من الموت ولكن إلى حضن موت آخر للأسف!.. عن الذين لا يزالون يمتلكون من انسانية ما يجعلهم يصرحون علانية بأن بشار لا مكان له في مستقبل سوريا وإن سقوطه ومحاكمته هو أقل حقوق قتلى وأحياء سوريا إن كان هناك شيء من العدل في هذه الدنيا، ولعل التغير الذي جرف بعض دول الخليج ومصر إلى الوقوف في صف روسيا وإيران في أحقية بشار بالاستمرار في حكم سوريا، هو ما يجعلنا نسأل لم كان هذا التغير في الوقت الذي تتعاظم فيه أعداد القتلى السوريين بأسلحة النظام إذا ما استثنينا حالياً آلة القتل الروسية التي تستهدف الأبرياء تحت المظلة الواهية باستهداف عناصر تنظيم الدولة (داعش)، والعالم بأسره يرى وينظر ولكن دون أن يمتثل لصوت الضمير في داخله ويعترف بأن بشار وبوتين هما إرهابيان بامتياز، ومساندة إيران لبشار تعد الطامة التي لم نستشعر خطورتها، بدليل استمرار علاقاتنا المزدهرة مع هذه الدولة التي تحارب جهودنا في استعادة اليمن من الاحتلال الحوثي، وفي نفس الوقت تزرع الفتنة الطائفية في عمق الخليج، وهي المحرك الإرهابي الأول لاستمرار إبادة الشعب السوري، ومع هذا فاتفاقياتنا الخليجية معها تثمر كل يوم جديدا مؤلما لنا كشعوب نشعر بمدى الألم الذي تفرضه علينا حكوماتنا بتمدد هذه العلاقات مع هذا الكيان، رغم غرق حكومته في دماء وحياة ومستقبل شعب سوريا بالذات!..ولكن كما أؤكد في كل مرة يُطلب مني الإدلاء بما أراه شخصياً في الملف السوري الشائك، ان موقف قطر والسعودية يعد من المواقف المشرفة التي ستظل ماثلة أمام التاريخ حتى يجبراه على تسطيره بماء الذهب، ولعل ما يكرره السيد عادل الجبير وزير خارجية السعودية من اعتبار بشار السبب الحقيقي وراء بروز داعش في سوريا، وأن هذا الطاغية لا مكان له في مستقبل هذا البلد إذا ما أصر على البقاء اختياراً أو إجباراً، وهذا ما وافقت عليه قطر أيضاً من خلال حديث وزير خارجيتها الدكتور خالد العطية حينما قال إنه إذا دعت الضرورة للتدخل العسكري لإنهاء حلقات الدم في سوريا فإن قطر لن تتردد في المشاركة فيه وبكل قوة، على عكس ما تجري عليه رياح بعض دول الخليج التي انتهجت موقفاً مغايراً جعل من بشار ووزير خارجيته البرميل وليد المعلم وجوهاً مألوفة في بلادها، بل والسفر إلى بشار على جماجم شعبه للسلام عليه، ومد أيادي الود والصداقة معه، مع علمها أن هذه اليد حتى إبليس يبرأ منها يوم القيامة من شدة ما فتكت بها وقتلت، تحت دعاوى واهية من (الوساطات) التي لا يمكن اليوم أن تنفع، لأنه بين الشعب والنظام بات دم يفرق ويسود، وثأر يتزايد ورغبات انتقام تتطاير ودعوات لاستمرار النزاعات تتفاقم؛ فهل بعد كل هذا وأكثر وساطات تنجح، والواقع يفرض على القاتل أن يُقتل وعلى السفاح أن يُصلب؟!..كيف تنجح وساطات دون اللجوء لخيار الشعب الذي لا يمكن أن يقبل باستمرار بشار حاكماً وفي كل بيت سوري هناك شهيد ومعتقل ومفقود ولاجئ؟!..كيف تتشتت رياح الرأي الخليجي لينقسم ما بين رافض لاستمرار بشار وبين رأي مُصر على القيام بوساطة خير لعودة الوضع الى ما هو عليه قبل أربع سنوات؟!..بربكم كيف تفكرون؟!..فسوريا باتت ممزقة بين أنياب كثيرة لم ترحم صغيرها ولم ترأف بكبيرها وأحرقت البلاد والعباد، فكيف بعد هذا يأتي النائمون ليوقظوا ضمائرهم المرتاحة ليدفعوا برحالهم إلى قلب قصر بشار ليقولوا له اعطنا الحل الذي تريد وسنسعى له بكل الطرق؟!. وعليه إن لم تخافوا من نقمة ودعوات مظلومي سوريا، فليكن الخوف من رب السوريين وربكم هو ما يحكم دعواتكم إما للصلح أو للحرب، فأنتم قبل أن تكونوا ساسة وحكاما فأنتم مسلمون، حتى وإن اشتق السلم من هذه الكلمة إلا أن العدل أساس الحكم، وتذكروا أن للسوريين حقوقاً إن لم تستطيعوا إرجاعها فعلى الأقل لا تكونوا سبباً في اغتيال المزيد منها منهم!فاصلة أخيرة:قطر.. الشرف الذي نحمله بكل فخر هنا وهناك!