15 سبتمبر 2025
تسجيلهل أصبح السفر إلى دولة الإمارات خطيراً؟! لم يكن هذا سؤالي في الواقع لكنه وعلى ما يبدو أصبح الشغل الشاغل لدى كثيرين ممن كانت الإمارات وجهتهم المفضلة في الإجازات والعطلات الأسبوعية، بل بات البعض يحذر أصدقاءه وأهله من مغبة السفر خشية الاعتقال الذي أصبح مثل شرطي المرور في منافذ ومطارات هذه الدولة وأظن بأن ذلك مبالغ فيه إلى حد ما رغم أننا مازلنا في دهشة مشوبة بالاستنكار لما جرى عمله في اعتقال المواطن القطري محمود الجيدة من مطار دبي واعتقال اثنين آخرين من المنفذ البري للإمارات وعدم الكشف عن مصير هذين المعتقلين اللذين لم تثبت فيها تهمة واضحة يمكننا في قطر أن نعطي الحق للإخوة هناك في حبسهما ومنعهما من الاتصال بذويهما.وهذا السؤال الذي ابتدرت به مقالي اليوم هو ما بات يشغل فكر الكثيرين بالإضافة إلى سر هذا التعامل غير الأخوي الذي يمكن وصفه على الأقل بهذه الكلمة ولم وصلنا إلى هذه الدرجة التي يكشف عنها تويتر في تبادل الملاسنات والتغريدات التي يتفوق الجانب الآخر ليس بالحجة والنقاش وإنما بالسباب والشتم وتناول أعراض النساء والألفاظ الخادشة للحياء والخارجة عن الأدب للأسف؟! لم رأينا مسؤولين وأفراد شرطة وأمن يساهمون بصورة واضحة وفاعلة في زيادة شرارات الخلاف معنا وكأن ذلك يسير حسب خطط مدروسة في رمي قطر ومغرديها بما لا يسيء لنا في الواقع وإنما يسيء لهم بالدرجة الأولى وإلى مراكزهم وسمعتهم وأخلاقهم ولا شك تربيتهم؟! وكما لا يرضى هؤلاء أن يمس أحد رموزهم فإننا في قطر نرفض رفضاً قاطعاً أن يتعرض أحد من الذين نحترمهم ويحكمون دولتنا الفتية أن يتناولهم مثل هؤلاء بما يعيبهم في الحقيقة ولا يلمس رموزنا بأي شيء وهذا من فضل الله.. والمتتبع لمعارك تويتر التي لا يستهان في بعضها خصوصا في تغريدات من يمثلون في دولتهم شخصيات لها ثقلها السياسي والأكاديمي والأمني يدل بشكل مؤكد أن التوجه الإعلامي ضد قطر يسير وفق تعليمات وهذا يظهر في تناول أي أحداث تدخل قطر في طرف منها سواء سياسية أو رياضية أو غيرها بصورة جماعية وكأن هؤلاء المغردين ينتظرون إشارة ما ليتحدوا في شن هجوم موحد على قطر ويهشتقون لهذا هاشتاقات مضحكة ويظلون فترة يكتبون فيها ويموت الهاشتاق قبل أن يبدأ أو يؤثر في ثوابتنا القائمة على أن أي نجاح لقطر هو نجاح لنا وأي خطأ منها نتعلم منه أن نتفاداه مستقبلاً دون أن نشغل أنفسنا بتتبع عثرات غيرنا أو نتصيد أخطاءهم، وما أكثرها فعلاً لكننا تربينا على أخلاق قطر وهذه كما يبدو أكبر من أن يستوعبها مغردوهم مهما بلغ منصبه وزج بنفسه إلى وحل الكلام البذيء والتغريدات التي ابتعد مثلهم على اللمز فيها والهمس وباتت قطر بالنسبة لهم ومغردو قطر أيضاً هدفاً يبدو أنه يتحلى بصبر كبير ليتحمل تفاهة معظمهم وصغر سن الباقي منهم ومراهقة كبارهم للأسف.. ونحن نعلم بأن أزمة سحب السفراء من قطر والتي لم ترد الأخيرة عليها بالمثل ولله الحمد في إدراك سياسي لحكومتنا لها دور كبير في إيقاظ هذا العداء الذي كان خفياً وثارت ثائرته اليوم وهو الدور الأكبر ليكون كل هؤلاء مجندين لخدمة سياسية رخيصة تحلم بأن تهز مكانة قطر في عيون مواطنيها أو تذبذب مواقفها وثوابتها من القضايا الخارجية ولذا لا يمكن أن نخفي اليوم ما بات واضحاً بين البلدين في أن السياسة قد غلبت عليهم في معاداتنا حتى رياضياً وهذا ما ظهر في الموقف غير الأخوي تجاه السيد ناصر العطية الذي حضر أبوظبي بصفته نائب رئيس الاتحاد الدولي للسيارات ولم يحضر لهم بصفته المواطن القطري ناصر العطية وكلنا تابعنا ما جرى معه في قلة ذوق رسمية معه ولكننا تقبلنا الأمر على أن قطر أكبر من النزول لمهاترات وأساليب تنأى الدوحة بنفسها عنها وعليه تبقى حدوتة الخليج الواحد هو ما تربينا عليها وسنبقى في قطر نسعى لردم الخلافات حتى وإن أبى غيرنا..أخلاق قطر.. صعبة!فاصلة أخيرة: لن نقرأ الفاتحة على الخلافات الخليجية مع قطر حتى يعلن بعض الأشقاء وفاتها!