17 سبتمبر 2025

تسجيل

الضمير الميت

03 نوفمبر 2013

الضمير أصبح مستتراً في يومنا هذا، إلا عند من رحم الله تعالى، فقد فسر العلماء ان الضمير وظيفة من وظائف الدماغ التي تطورت لدى الانسان، وذلك لتسهيل الايثار المتبادل، او السلوك الموجه من قبل الافراد، إذن نعترف الآن بان الدماغ قد فقد وظيفة من وظائفه المثالية. الضمير هو ميزان الحس والوعي عند الانسان ليميز به الصواب من الخطأ، به لا يظلم ويضبط النفس للعمل الصالح، اما عند غيابه فيصبح ظالماً ونفسه دنيئة وللشر تقوده دوماً، ما نلاحظه اليوم "غريب جداً" ان الضمير الذي ندندن به قد مات ولكن لم يُكفن ولم يُغسل بعد، وبموته فرح الظالم لظلمه البشع، واستسلم الضعيف وبكى بكاء تقطعت له الانفس، فلا يصله حقه، ولا ينال من شقائه سوى اللعنة من هذا وذاك، وبموت الضمير نشاهد مشاهد يومية تكاد ان تتفطر لها القلوب. حين يموت الضمير نجد ان في ميادين العمل يصبح المسؤول وحشاً ويريد ان يحرك الموظفين كما تُتحرك الدمى بين يديه، لا يريد ان يستمع الى الآراء ولا يريد ان يأخذ بما هو صالح للعمل من هنا نحكم على ضميره بالموت (فقد غاب من هو اكبر منه والآن هو كالفأر يلعب كيفما يريد )، وكم نجد في حياتنا من يتجرع من كأس التعب والسبب هو من (مات ضميره وهو حي )، حين يغيب الضمير نسمع لشكوى الفقير ونكتب عنه قصصا ونعزف به الالحان المؤلمة وما ان ننقل تلك الالحان لمن يهمه الامر، نتفاجأ بأنه يتغنى باللحن ذاته ويقول (ليس انا من يهمني الامر) فتضيع حقوق الكثيرين تحت مسمى (موت الضمير). حين يموت الضمير تُباع الاوطان، ويتاجر بها الصغير قبل الكبير، تُباع فيها الاعراض، ويصبح الدم كالماء، لنرى قليلاً بعض الدول الآسيوية لا يوجد فيها نظام ولا قانون، تُهتك اعراض الناس، لا (حسيب ولا رقيب)، المسلمون اصبحوا بمثابة (الاوغاد)، لاجل المال باعوا الاوطان، ومات الضمير المسلم واصبح ينادي اين الاكفان، فقد سئمنا من رائحته (النتنة)، وما فاحت تلك الراحة الا بعد (موت الضمير). حين يموت الضمير ينسى الاخ اخاه، ويبيع الصديق صداقته، فتُفشى الاسرار، ويزيد القهر والالم، ويتقطع الوجدان من هول المصيبة، وكم من اخٍ بيننا قد باع اخوته؟ وكم من صديق خان صداقتنا، وما حدث ذلك الا (بعد موت الضمير). حين يموت الضمير باختصار نجد مغادرة الطيور واصواتها، وما نسمع سوى نعيق الغراب ليل نهار، من شؤم المنظر تشعر ان من نراهم كالوحوش الكاسرة ينتظرون الفرصة لينتقموا منا وكأننا في غابة نعيش، واخيراً حين يموت الضمير تجد الحيوان افضل من الانسان بكثير. لحظة: الضمير حين يكون مستتراً افضل من كونه ميتاً، فالمستتر (سيكشف) عن نفسه يوماً، اما الميت فعزاؤنا (إنا لله وإنا إليه راجعون) بصمة: بعد قراءة كلماتي ارجو ان ترفقوا العزاء لي ولكم على موت ضمائرنا.