15 سبتمبر 2025

تسجيل

الابتكار في التعليم انطباعات الفخر

03 نوفمبر 2013

لا شك أن تأكيد صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر حفظها الله رئيس مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع في كلمتها أمام مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم (وايز) الخامس، الذي احتضنته الدوحه لمناقشة أفضل الممارسات التعليمية وتسليط الضوء على أهمية التعليم وتشجيع الإبتكار في التعليم، وإن الحاجة الملحة إلى فهم أهمية التعليم، وإنه للأسف هناك تردد أحياناً في تأييد دعم التعليم لأن الناس لا يفهمون جيداً أهمية التعليم، ولا يرونه ضرورة اقتصادية للمضي قدماً، ومن ثم فمن المهم ليس فقط أن نضع مفاهيم التعليم كحق من حقوق الإنسان، بل ينبغي أن نرى ذلك عنصراً اقتصادياً لتمكين الشعوب ولتحقيق النمو الاقتصادي، بل إن تمكين الأفراد على المستوى الاقتصادي هو النبراس الحقيقي، وهو الهدف الذي اجتمع من أجله وعلى مدار ثلاثة أيام أكثر من ألف عالم ومختص بالتعليم جاءوا ليناقشوا وليصلوا الى افضل الحلول المبتكرة لتطوير تعليم يلائم ويناسب كل بيئة من بيئاتنا العربية. كما وضعت سموها حفظها الله ايضا يدها على نقطه مهمة يتداولها كثير من أولياء الأمور فيما بينهم وأعني بها نقطة الهوية حين قالت سموها "عدد من أولياء الأمور لا يريدون أن يرسلوا أولادهم إلى المدرسة لأن الكتب لا تتحدث عن ثقافتهم المحلية وتكون مكتوبة بلغة أخرى، كما أن أولياء الأمور يخافون من فقدان هويتهم وثقافتهم ولغتهم، لذا من المهم بداية الاعتراف بثقافاتهم، وأن تبذل جهود لإعداد كتب مدرسية بلغاتهم، وهذا من شأنه أن يخلق لديهم الثقة"، ولقد سمعت رقما أثلج صدري وصدر كل من حضر المؤتمر وهو ما أعلنه "جوردون براون" المبعوث الخاص للتعليم العالمي حينما قال إن صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر كان لديها الكثير من الريادة والرؤية، فعلى مدار عام واحد نجحت سموها في تعليم مليونين من الأطفال، وهي تهدف إلى زيادة هذا الرقم إلى ستة ملايين وربما عشرة ملايين في غضون بضعة أعوام، ولا أعتقد أنه يوجد في تاريخ البشرية شخص قام بمثل هذا العمل وبهذا الحجم الذي قامت به صاحبة السمو. كما لفت انتباهي أيضا الجملة المهمة والدالة التي قالها السيد " أنتوني ليك " المدير التفيذي لليونسكو حين قال: إنه في النزاعات يكون التركيز على توفير الغذاء والماء وتلقيح الأطفال، وغيرها من الأمور الملحة في حين أن التعليم ينبغي أيضاً أن يكون ضمن الأولويات لأن مشكلة التعليم متصلة بأزمات متصلة وطويلة، لذا ينبغي أن ينظر إلى التعليم على أنه مسألة ملحة جداً على غرار إنقاذ حياة الأشخاص في مناطق النزاعات، وأرى أن هذا المؤتمر الفريد والمميز والهادف للانسانية جمعاء يستحق كتابة أعمق وأكبر ولكن لضيق المساحة تحتم عليّ أن أوجز أهم النقاط التي أرى أنها الإعلان عن مبادرة سمو الشيخة موزا بنت ناصر حفظها الله العالمية وهي (علم طفلا) وعلمنا كذلك إطلاق "صندوق مستقبل التعليم" للإبداع ولتعزيز ومساعدة المبدعين في مجال التعليم، حيث سيقدم هذا الصندوق المساعدة المالية والخبرة والتدريب، كذلك إطلاق "قناة لوايز" على اليوتيوب لتقديم مشروعات مختارة ولعرض أهم الجلسات في قمم وايز. وأخيرا إن نتائج هذا المؤتمر يجب أن تدرس وبعناية من قبل كل مهتم بمستقبل هذا الوطن وكل من لديه أطفال وشباب في مرحلة التعليم أو ما قبل التعليم ومن قبل كل المختصين لأن النتائج تمثل خلاصة فكر علماء وباحثين افنوا جٌل عمرهم في الابتكار في التعليم، كما أؤكد على ما توصل اليه المؤتمر في ضرورة تعليم الأبناء وإتقان اللغات الأجنبية في سن مبكرة حتى يتمكنوا من مواصلة تعليمهم في المستقبل، كذلك تثقيف الأهل وتعزيز قدراتهم حتى يستطيعوا تعليم أبنائهم بالطريقة الصحيحة التي تؤهلهم لإكمال دراستهم بطريقة سليمة، وعلى أهمية التواصل مع الأسرة في سبيل تعليم الأطفال، إننا في حاجة الى فتح النوافذ للتعليم بكافة أشكاله ووسائله وطرقه المتعددة، وبأنظمة مختلفة، لأنه البوابة والجسر الذي سيعبر بنا الى مستقبل آمن ومشرق ولنا في الحديث بقية عن نظم التعليم في مقال قادم بإذن الله وسلامتكم.