14 سبتمبر 2025
تسجيلأستغرب أن يقوم البعض ممن أوكلت إليهم مهام تقديم خدمات للمواطنين والمقيمين على هذه الأرض الطيبة التي عُرفت بتمسكها بتعاليم الإسلام منذ أن أشرقت عليها شمس الرسالة المحمدية على جزيرة العرب.. أستغرب أن يقوم بعض المسؤولين الآن بالدعوة للعودة إلى الجاهلية من جديد، ويفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وأن يسمحوا بأم الخبائث " الخمور " بأن تعود من جديد وعلى نطاق واسع.. في جاهلية لم تشهد لها قطر مثيلاً.. وأن تدار الكؤوس في الأرض والسماء، وأستغرب أكثر عدم اقتناعهم حتى الآن بكل مخاطر وآثار هذه المحرمات على المجتمعات بشكل عام والإسلامية بشكل خاص، فهل علينا أن نشرح لهم من جديد ما هي الآثار المترتبة على تعاطي الكحول والمسكرات؟ أم هل علينا أن نأتي بإحصاءات وأرقام من الغرب بحجم الآثار والخسائر الاقتصادية والاجتماعية التي أثقلت كاهل القارة العجوز " أوروبا " وأرقام الحوادث المرورية وحجم الخسائر في الأرواح والممتلكات سنوياً وعدد حالات الوفيات بين متعاطي الخمور أو ممن يدهسونهم أثناء القيادة أو ممن يرتكبون في حقهم جرائم كالقتل والسلب ونحوها مما يرتكبها المخمورون دون عقل يدرك أو يستوعب أو يفهم حجم ذلك كله، أم أننا علينا أن نزوّدهم بعدد حالات الطلاق وحجم المشكلات الاجتماعية في المجتمع المترتبة على تعاطي الخمور وآثارها النفسية على الزوجات والأبناء والجيران والناس أجمعين.. هل علينا فعلاً أن نقنع أولئك بعدم جدوى ذلك في الدول التي زعمت أنها متقدمة وسمحت بكل شيء حتى جثت على ركبتيها وأدركت أن ذلك يتنافى مع الفطرة السليمة التي فطر الله بها الإنسان في كل وقت وزمان؟، إن هؤلاء المسؤولين عن نشر المحرمات في المجتمع ليس لديهم منطق ولا عقل، وإنما تسوقهم إلى تلك التصرفات أهواء شخصية انغمست في ملذاتها فأصبحت حيوانية.. تفكر في شهوتها أكثر من أي شيء آخر، وأصبحوا يريدون للآخرين أن ينغمسوا في المحرمات كما يفعلون لأنهم ببساطة.. يفعلون كما يفعل إبليس الملعون المطرود من رحمة الله ومن جنته.. (قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين).. فلا يفرح هؤلاء إلا بدخول الناس معهم في جهنم وبئس المصير.. (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة).. وإن كانوا يفعلون ذلك إرضاءً للكفرة والأجانب كما يقولون فتلك مصيبة أدهى وأمر.. تجعلك تجزم بأنهم لا يقرأون كتاب الله تعالى.. (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم).. فإن كانوا قد قرأوا ذلك.. فتلك مصيبة أخرى.. تجعلك تجزم بأن هؤلاء لا يريدون إلا إخراج الناس من دينهم.. فحينها يحاربون الله تعالى.. فوق أرضه وتحت سمائه.. (إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم) فتلك هي "فاتورة" ذلك العمل الخطير الذي يرتكبونه بحماقاتهم وبغبائهم وسذاجتهم التي ستوردهم التهلكة في الدنيا قبل الآخرة. فقد ابتلانا الله بخطوط طيران قطرية تبيح الخمور على متنها.. خطوط طيران يفترض بأنها وطنية تسعى لتقديم خدمة أفضل للمواطنين والمقيمين على أرض قطر أولاً ومن ثم الآخرون من بعدنا، ومن المفترض كذلك أنها تسعى لنشر اسم قطر عالياً في السماء وعلى امتداد الكرة الأرضية بما يجعل اسم قطر يخلّد في الذكريات الجميلة لدى كل شعوب وأمم الأرض.. وليس أجمل من أن تخلّد عادات وتقاليد ودين هذا البلد بين الناس أجمعين، ولكننا وللأسف أصبحنا نضاهي الأجانب وخطوط الطيران الأجنبية في تقديم الخمور والكحول لركاب الدرجة السياحية كذلك ناهيك عن سواها.. فأي كرم بعد هذا؟! ولقد شاهدنا بقرف شديد كيف يتعاطى من ذلك " الخمر السبيل " الذي فتحت الخطوط القطرية صنبوره للجميع وبالمجان على متنها حتى شرب منه الكافر والمسلم على حد سواء، حتى أن بعض الأجانب لا يحلم بتلك المكرمة على متن خطوط طيرانهم المحلي أو الغربي.. ففي ذلك كرم عربي عريق، ولن أخوض في ذلك كثيراً فمن لا يقتنع بحرمة الكبيرة التي يفعلها وتلك اللعنة وذلك الطرد من رحمة الله الذي توعّده له.. فإنه سيقتنع قريباً بإذن الله بخسائر وجرائم ومصائب تحوّل أرباحه إلى خسائر.. وتحوّل نجاحاته إلى فشل ذريع.. وتحوّل أسطول طائراته إلى حطام.. وما ذلك على الله ببعيد.. وما تكرار حوادث الشغب التي يرتكبها السكارى في السماء وإجبارهم على إلغاء الرحلات أو تغيير الوجهات وتهديدهم لسلامة الركاب والطائرات إلا فيض من بحر لجي قادمة أمواجه لا محالة. فها نحن كذلك بعد تلك الخطوط الوطنية التي سمحت للخمور على متنها.. ها نحن نبتلى بمسؤولين آخرين أباحوا الخمور بشكل علني سافر ووقح، فهناك.. حيث يقع مشروع اللؤلؤة.. وغير بعيد عن أحد فنادق قطر الذي استبيحت شواطئه هناك في هذا المشروع الذي من المفترض أن يضيء وجه قطر بسياحة قطرية عربية إسلامية أصيلة.. هناك من قد فتح باب الخمور والمسكرات على مصراعيه في جميع مطاعم اللؤلؤة في سعي حثيث منه إلى الترويج أكثر لهذا المشروع لدى الأجانب والمستثمرين، ونسي هؤلاء المسؤولون بأنهم يدقون مسماراً في نعش هذا المشروع الذي سيفشل ولو بعد حين، إن لم يتدارك ذلك أهل الدين والعقول والأخلاق فيصححوا ذلك المسار المعوج وأن يتركوا عنهم حماقات تقليد الغرب وحماقة المناطق الحرّة بالمفهوم السلبي وأن يعيدوا النظر في مفهوم السياحة الراقية المتمسكة بتعاليم الدين والأخلاق العامة، ففي ذلك نجاح محلي وخارجي أكثر نفعاً للمجتمع من مشروع يفسد الشباب ويضيع الأموال والأخلاق.. فما هي إلا إرادة واحدة من الله عز وجل.. فترتفع مياه البحر قليلاً لتغرق اللؤلؤة.. فليست حوادث تسونامي ببعيدة عن عقول أولئك المسؤولين.. إن كانوا مازالوا يستوعبون جيداً خطورة ما نشير إليه.. وقبل أن تدار الكؤوس فتحل اللعنة في الأرض والسماء.. فيغضب بسببها علينا أجمعين.. رب الأرض والسماء.. والله من وراء القصد.