28 أكتوبر 2025
تسجيللم يكن الدخول العسكري التركي للشمال السوري منفصلا عن سياقات الأوضاع العسكرية المتطورة والمتدهورة في المنطقة بعد أن تسببت سياسات النظام السوري الخرقاء العاجزة بتحويل سوريا لقاعدة أممية للميليشيات الطائفية وللمافيات العسكرية، وبعد أن أوغل النظام السوري بعيدا في التخريب والتدمير المنهجي لكل عناصر وأسس ومرتكزات المجتمع السوري وفقا للنظرية السلطوية الفاشية الشهيرة المعلنة منذ بداية الثورة السورية قبل خمسة أعوام ونيف من الشهور والقائلة:(الأسد.. أو نحرق البلد)!.. وهي القاعدة الفاشية الذهبية لأنظمة الطغيان والاستبداد التي ترفض الرحيل إلا بعد تحويل البلدان المنكوبة بحكمها لهشيم تذروه الرياح!، لقد كانت حماقات النظام السوري وأفعاله الإرهابية الفظة سببا لزرع كل عوامل التدمير والتفتيت ليس على المستوى السوري فقط بل على المستوى الإقليمي!، فاللعب بملفات الإرهاب ودعم الحركات الإرهابية والانفصالية كان هو الشغل الشاغل والإستراتيجية المحببة لنظام المخابرات السورية الذي صاغ أكبر العلاقات وأشدها دقة وتنظيما مع الحركات الإرهابية الكبرى على المستوى الدولي!، فلا توجد حركة إرهابية أو انفصالية في العالم ليس للنظام السوري ولمخابراته يد فيها أو ارتباط معين!، ولا توجد عصابة مافيوزية ليس للنظام السوري خيوط أو علاقات معها، وهو ما جعل ذلك النظام بمثابة رمز شاخص للإرهاب الإقليمي والدولي أيضا، وجميعنا يتذكر قضية نزار هنداوي في أواخر ثمانينيات القرن الماضي، كما نستذكر الدعم الكبير والواسع الذي قدمه نظام حافظ أسد لإرهابيي حزب العمال الكردي ومن ثم اضطرار النظام لطرد عبد الله أوجلان بعد التهديدات التركية بإسقاط النظام السوري عسكريا عام 1997، ويبدو أن النظام السوري وهو يعيش أزماته الوجودية الخانقة بعد فشل كل المحاولات الدولية والإقليمية لتعويمه وإنقاذه، وتحول الأرض السورية لمحرقة حقيقية للعدوان الروسي وللحرس الثوري الإيراني ولبقية العصابات الطائفية اللبنانية والعراقية المتجحفلة معه في معركة المصير الواحد لم يجد سبيلا لاستمرار لعبته الكبرى سوى عبر دعم الجماعات الإرهابية والانفصالية والتي تستهدف تفكيك وحدة الأراضي التركية عن طريق إقامة ودعم تأسيس حزام كردي عبر الاستعانة بعصابات حزب العمال الكردي الإرهابية لتفعيل عمليات الإرهاب الدموي الداخلي في العمق التركي، ولمحاولة خلخلة الأوضاع الداخلية التركية وصولا لإشهار ملفات الانفصال والتقسيم والتفكيك الداخلي وهي لعبة خطرة ومدمرة يلجأ لها نظام الإرهاب السوري بعد أن أفلس بالكامل وتعرى حتى من ورقة التوت وهو يمارس حرب الإبادة الشاملة ضد الشعب السوري وبشكل منهجي ومنظم ومدعوم من قوى دولية وإقليمية كبرى!!.لذلك فإن الدخول العسكري التركي في عمق الشمال السوري يمثل أكثر من ضرورة إستراتيجية لحماية الوضع الداخلي التركي، وللجم الإرهاب الدولي الدموي، إضافة لأهميته القصوى في الضغط على القوى الدولية الفاعلة لإقامة منطقة آمنة لحماية الشعب السوري وهو الهدف الإنساني السامي الذي فرض إرهاب الكواسر الدوليين منع تحقيقه لأكثر من خمسة أعوام كاملات ظل الشعب السوري خلالها يعاني الأمرين من عمليات القصف والقتل الشامل بمختلف الأسلحة المحرمة دوليا، فالقنابل الفراغية والعنقودية قد أبدع العدوان الروسي في تجربتها على أجساد السوريين!، والبراميل القذرة اجتهد النظام السوري في توزيع مصائبها على الجميع! أما الأسلحة الكيماوية فلم يمتنع النظام عن استعمالها ولم يخش من أي مساءلة دولية لكونه محميا من الدب الإرهابي الروسي، ولو كان النظام يمتلك السلاح النووي أو الإشعاعي لما تردد في استعماله ضد شعبه في واحدة من أكبر هفوات النظام الدولي المقصر جدا في حماية الشعوب الضعيفة المستلبة!.