15 سبتمبر 2025
تسجيلأحياناً نعيش في الحياة معتقدين بأنها سرمدية وخالدة لا تفنى أبداً.. فنتعلق بالحياة وكل ما عليها.. مؤمنين بأننا سنعيش بها للأبد.. فنتعلق بالأشخاص، والأشياء، والماديات ونعشق تملكها للأبد.. ويقول مصطفى السباعي: ان أفكارنا المادية هي من تخلق لنا مطالب لا تنتهي. علينا أن نؤمن أن الحياة هي ممر وليست مكانا سنعيش به للأبد، ولهذا علينا أن نجعله ممراً جميلاً لن نطيل البقاء فيه.. عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم: (كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل).. فالغريب لم يتخذها سكناً وعابر السبيل لم يستقر فيها ابداً. وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول: "إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك".. والذي يدل على أن نعيش الحياة بكل ثوانيها ونعطيها حقها من اهتمام وعبادة وعناية بصحتنا وبإنجازاتنا في الحياة والآخرة. من عيوب الإنسان أنه يعشق انتظار المستقبل.. وتذكر الماضي.. فيُجهد قلبه وروحه وعقله.. بينما عليه أن يُقدر الماضي ويعيش الحاضر ويخطط للمستقبل.. فالحياة فُرصة لا تتكرر مرة أخرى. حتى نضمن راحتنا.. علينا أن نعتبر أنفسنا عابري سبيل في الحياة.. ونستغل كل لحظة فيها.. أولاً بالعبادة وفقاً لقوله تعالى: "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ".. ثم في العِلم والعمل.. والاجتهاد والإنجاز.. وأن نعمل أفضل ما بوسعنا لُنعمر الأرض بما نجيده ونعرفه، فلا نرحل من الحياة إلا وقد وضعنا بصمة جميلة فيها. يقول آدم مارشال: (الدنيا كالماء المالح كلما ازددت شرباً منها ازددت عطشاً).. فما أجمل أن نكون عابري سبيل.. لا نطيل البقاء ولا نطلب الكثير ولا نتمسك بالأشياء بل نعبد الله كما أمرنا، ونبحث عن العلم والمعرفة، ونتطوع بوقتنا وجهدنا ومالنا لمساعدة الآخرين وصنع التغيير الإيجابي في الحياة.. ثم نرحل بكل خفة عن الحياة، لنجتمع مع كل الأرواح الطيبة التي سبقتنا.