13 سبتمبر 2025
تسجيلقلبت المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حماس والجهاد الإسلامي، وذراعاهما المسلحان كتائب القسام وسرايا القدس، كثيرا من المعادلات على الساحة الفلسطينية والإسرائيلية والعربية، ودفعت المنطقة إلى عهد جديد من الحقائق الجديدة التي اعترف بها العدو الإسرائيلي قبل غيره، إلى الدرجة التي دفعت كاتبا إسرائيليا ومحللا عسكريا من طراز شمعون شيفير إلى الدعوة إلى انهاء الحرب على غزة بأي شكل من الأشكال وقال: "تعالوا نصرح بأننا انتصرنا، وننسحب".. وهي العبارة التي استخدمها السناتور الأمريكي جورج إيكان لإنهاء حرب فيتنام التي خسرتها الولايات المتحدة رغم انها حرقت فيتنام، وهو ما يشاركه فيه عدد كبير من المحللين الإسرائيليين، بل دفعت نائب وزير الدفاع الإسرائيلي داني دانون إلى اتهام بنيامين نتنياهو بخوض معركة فاشلة مما ادى إلى إقالته من منصبه. وهو من أكده شيفير في جريدة يديعوت احرونوت بقوله " إن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الجيش موشي يعالون باتا يتوسلان وقف اطلاق النار وأن نتنياهو يبحث عن مخرج من قطاع غزة، فالحرب لن تنتهي بنزع أسلحة المقاومة من قطاع غزة، كما لن تنتهي بوقف حفر الأنفاق".وأكد أن "نتنياهو لم يعد يبحث عن "صورة انتصار" في الحرب على قطاع غزة، وإنما عن "صورة خروج"، أو "صورة إنهاء" تسمح له أن يدعي أمام الجمهور الإسرائيلي بأننا انتصرنا"، مشيرا إلى أن حكومة نتنياهو "تولي وجهها صوب مصر السيسي" لإخراجها من المأزق.هذه هي أول التوازنات التي كسرتها المقاومة الفلسطينية وهي بداية انهاء "الغطرسة الإسرائيلية" وكسر هيبة الجيش الذي لا يقهر، وأن الكيان الإسرائيلي يستطيع أن يحدد متى تبدأ الحرب لكنه لا يستطيع أن يحدد متى تنتهي، وهو ما ترجمه عمليا برفض "الهدنات" التي حاول الاحتلال فرضها بشروطه.ثاني هذه المعادلات الجديدة التي برزت في المنطقة بسبب العدوان الإسرائيلي الهمجي البربري على قطاع غزة هي اصطفاف أطراف فلسطينية وعربية مع العدو الصهيوني ضد المقاومة الفلسطينية، فرئيس سلطة رام الله عباس ميرزا، حاول لعب دور الوسيط في بين الاحتلال الإسرائيلي حماس، ونسي أنه يقود الشعب الفلسطيني، وكان همه هو دفع حماس إلى قبول الشروط الإسرائيلية، وهو ذات الدور الذي لعبته مصر بقيادة الانقلابي عبد الفتاح السيسي، الذي قالت الصحافة الإسرائيلية انه يتشدد في شروطه ضد حماس أكثر من إسرائيل نفسها، إلى درجة دفعت بعض المعلقين الإسرائيليين إلى التساؤل فيما اذا كانت إسرائيل "تخوض معركة السيسي في غزة" وأن السيسي قرر خوض لاقتلاع حماس من قطاع غزة حتى آخر جندي إسرائيلي، لأسباب لا تشكل فيها المصالح الإسرائيلية أولوية، وهو كلام فيه بعض الصحة، لقد صمدت المقاومة الفلسطينية في غزة أمام آلة الحرب الصهيونية الاجرامية رغم القاء ما يزيد عن 10 آلاف طن من المتفجرات ورغم تنفيذ ما يزيد عن 5000 غارة بالطائرات الحربية المقاتلة، ومسح الدبابات الإسرائيلية الشجاعية ومدينة خزاعة عن الوجود، وتحويل غزة إلى قوم من الركام، وقتل أكثر من 1700 فلسطيني وجرح 9000 آخرين. والقاء آلاف الاطنان من المتفجرات على الأنفاق دون أن يمنع ذلك كتائب القسام من توجيه الضربات إلى العدو الإسرائيلي. وهو ما دفع رئيس الكيان الإسرائيلي السابق شمعون بيريز إلى القول:" ان هذه الحرب استنفدت نفسها".هذه الحقائق دفعت المحلل العسكري الإسرائيلي شيفر إلى توجه رسالة إلى القيادة الإسرائيلية مفادها "إنسوا نزع السلاح من قطاع غزة، وانسوا وقف حفر الأنفاق، فكل ما حصل لنا في هذه الحرب سيحصل لنا مرة أخرى في المستقبل، وليس الحديث عن رهان، وإنما عن يقين مطلق".لا شك أن حماس والمقاومة الفلسطينية قد كسبت بعض النقاط المهمة في هذه الحرب وأنها ستكون لاعبا مهما في تقرير شكل فلسطين والمنطقة في المستقبل القريب.