11 سبتمبر 2025

تسجيل

تباً للصمت العربي

03 أغسطس 2014

صمت رهيب وغريب يلف أمة العرب والإسلام، أمة محمد عليه الصلاة وأزكى السلام، أمام ما يتعرض له أبناء غزة من اضطهاد وعدوان، عجباَ لما نراه ونتفرج عليه في التلفاز، دماؤهم أصبحت رخيصة لا تحرك ساكناً، أصبحت الشعوب العربية ميتة لا روح تنبض فيها، تحنكت هذه الشعوب بالسلبية الملموسة، لا تهتم بالظلم الذي يتعرض له شعب من شعوب الأمة الإسلامية، ولا تكترث بالظلم الذي يتعرض له أبرياء فلسطين من قتل ونهب ودمار لمستقبلٍ مجهول.أقبل عيد الفطر على المسلمين، ولكن بأي حالٍ عاد، وجدنا كيفية الاستعداد للاحتفال بالعيد، فرحة أطفالنا الحمد لله اكتملت، وفرحة أمهاتنا نالت رضانا، ولكن أين فرحة أطفال غزة وأمهاتهم، أطفال غزة بين الدماء أغرقهم بنوصهيون، وأمهاتنا هناك يبكين دماً لا دموعا، (عيديتهم) فراق أحبابهم والقصف المستمر، يشاهدون دمار بيوتهم وتشتت أطفالهم، هل هذا بالله عليكم كان عيداً يمر على المسلمين؟ لبس أطفال غزة ملابسهم الجديدة، وهي فكرة لتناسي الجراح التي أثخنهم الاحتلال بها، وما هي إلا ساعات حتى تبدلت ألوان الملابس فأصبحت مليئة باللون الأحمر الداكن، ريحها أطيب من المسك، وما هي إلا دقائق حتى لبسوا الأكفان، أهكذا يكون العيد؟ (ستبقى دماؤكم ناراً تحرق العرب أبد الدهر)، أين الضمير العربي، ألا تشاهد ما يحدث في فلسطين؟ أين التحدي بين المسلمين لنثبت أننا جسد واحد (إن تألم جزء منا تألم (الكل)، أهل حقاً (لسنا كالبنيان المرصوص)، أثبتنا للغرب أن المسلمين في سُبات عميق، نسينا أن فلسطين هي عاصمة المقاومه الأولى، وهي مكان القلب من الجسد، ولكن (تباً لكل الصامتين ولا عزاء لهم).منذ أيام بدأ العدو يستخدم صواريخ كاتمة للصوت، أتعلمون بم تمتاز هذه الصواريخ، تمتاز بهدوئها، مما يساعد في الحفاظ على (الهدوء الخاص للرأي والرأي العام)، تمتاز أنها تحافظ على اكتمال (نومتنا) حتى لا ننزعج من أصوات تلك الصواريخ، تمتاز بأنها لا تسبب انفجارات، بل يتصاعد عدد الموتى الفلسطينيين بوسط الدخان ولا نشعر بدم إخواننا (هناك)، وتمتاز أيضاً بأنها تبقى وصمة عارٍ لنا، تباً للصمت العربي.دقيقة: أطفال غزه هم رجال الغد، تجدهم يقفون في صفوفٍ حاملين الأسلحة، يدافعون عن أرضهم، وهنيئاً لكل بيت ودع كوكبة من الشهداء، الجنة تجمعكم بأحبابكم إن شاء الله، لن تحتاجوا للعرب، فهم لن يفعلوا شيئاً، لا أمتلك سوى الدعوات في الثلث الأخير من الليل، أن ينتقم الله تعالى من عدوكم، إنه قويٌ قريب مجيب الدعاء.لحظه:كنتم لوحدكم في الدفاع عن بلدكم، اسمحوا لنا أن نعود لسباتنا ونومنا العميق، ولا تزعجونا بصراخ أطفالكم (هذه أقوال بعض العرب).