17 سبتمبر 2025

تسجيل

صفية ترثي عبدالمطلب

03 أغسطس 2013

* لما توفي عبدالمطلب جد النبي صلى الله عليه وسلم قالت صفية ترثي أباها عبدالمطلب: أَرِقتُ لصوتِ نائحةٍ بليلٍ على رَجُلٍ بقارِعَةِ الصَّعيدِ فَفَاضَتْ عند ذلكمو دُموعي على خَدِّي كَمنحَدَرٍ الفَريدِ فَلو خَلَدَ امرؤٌ لقديمٍ مَجدٍ ولكن لا سَبيلَ إلى الخُلودِ لكانَ مُخَلداً أُخرَى الليالي لفضلِ المجدِ والحَسَبِ التَّليدِ   عند القبر * وقف الأحنف بن قيس على قبر أخيه وأنشد: فواللهِ لا أَنسَى قَتيلاً رُزِئتُهُ بجانب قَوسي ما مَشيتُ على الأَرضِ بل إنها تَعفُو الكُلومُ وإنما نُوكَلُ بالأَدنى وإنْ جَلَّ ما يَمضي   كُثَيِّر يبكي على قبر عَزَّه * دخل الشاعر كُثَيِّر ذات يوم على عبدالعزيز بن مروان، فأحسن استقباله ورفع منزله بين جلسائه، ثم قال له: يا كُثَيِّر سلني ما شئت من الحوائج..؟ فقال كُثَيِّر: أحب أن تنظر لي من يعرف قبر عَزَّة ومكانه.. فقال رجل من الجالسين في المجلس: إني لعارف به.. فوثب كُثَيِّر من مكانه وقال لعبدالعزيز بن مروان: هي حاجتي أصلحك الله فانطلق به الرجل حتى انتهى به إلى موضع قبرها، فوضع كُثَيِّر يده عليه ودمعه يجري ثم أنشأ يقول: وَقَفْتُ على رَبعٍ لِعَزَّةَ ناقَتي وفي البُردِ رَشَّاشٌ من الدَّمعِ يسفحُ فَيا عَزَّ أَنتِ البدرُ قد حالَ دونَهُ رَجيعُ التُّرابِ والصفيحُ المُضَرَّعُ وقد كنتُ أَبكي من فراقِكِ حَيَّةً فأَنتِ لَعَمري اليومَ أَنأَى وأَنْزَحُ فإنَّ التي أَحببتُ قد حالَ دونَها طوالُ الليالي والضَّريحُ المُصَفَّحُ أَربَّ بِعينيَّ البُكا كُلَّ ليلةٍ فقد كاد مَجرى دمعِ عيني يَقْرَحُ إذا لم يكن ماءٌ تَحَلَّبَتَا دَماً وشَرُّ البكاءِ المستعادُ المُمَنَّحُ   عند وفاة الإمام الشافعي * قال المزني لما دخلت على الإمام الشافعي في مرض موته قلت: كيف أصبحت..؟ قال: أصبحت من الدنيا راحلاً وللإخوان مفارقاً وبسوء عملي ملاقياً وبكأس المنية شارباً وعلى الله وارداً، فلا أدري أن روحي تصير إلى الجنة فأُهنيها أم إلى النار فأُعزِّيها، ثم أنشأ يقول: ولما قَسَا قلبي وضاقَت مَذاهبي جَعلتُ رجائي نحو عَفوكَ سُلَّما تَعاظَمني ذَنبي فلما قرنتهُ بعفوكَ ربيِّ كانَ عفوكَ أَعظما وسلامتكم...