إجازة مفسدة!

مع بداية الإجازة الصيفية يصبح الطلاب جميعاً في حالة فراغ كبيرة بدون أي أهداف أو أنشطة يقومون بها، فتتحول الإجازة من فترة نقاهة واستراحة وترويح عن النفس إلى جانب سيء آخر بالكامل من الحصول على العديد من العادات السيئة، مثل النوم عن الصلاة والأكل الكثير وقلة الحركة، بل وإن وقت الفراغ بدون توجيه أو هواية قد يوجه الطلاب إلى الإبحار في عالم الإنترنت بعيداً عن ما يجب البحث عنه. لن أكون مثالياً وأقول إنه يجب أن يتم استغلال إجازة الصيف وأن تكون فيها استفادة وأن يعمل الطلاب فيها على تطوير أنفسهم مع أن هذا الأمر هو أمر رائع وإيجابي، ولكن يجب أن يتم توجيههم ومراقبتهم وليس تركهم بدون توجيه، ففي هذه السن يحتاج المراهقون إلى التوجيه بدون أوامر. مهما كانت هواية ابنك حاول أن تكتشفها وتجعله يطورها ويعمل عليها ويشغل نفسه بها، لأن هذا الأمر هو الذي يحبه ابنك وسيستفيد منه ويضيع وقته فيه، وحتى لو كانت هوايته لا تناسبك تأكد أن هذا الأمر اختياره وليس اختيارك. وإذا وجدت نفسك لا تستطيع أن تشغل وقت ابنك وكنت مشغولا بعملك أو شيء من هذا القبيل، هناك العديد من المراكز الشبابية تنظم رحلات وبرامج صيفية داخلية وخارجية تعمل على تطوير مهارات الطلاب، بالإضافة إلى الاستمتاع والترفيه وكل هذه المراكز بإشراف كفاءات قطرية مدربة على التعامل مع المراهقين، فالاستفادة والمتعة مضمونتان معهم. فمع بداية الإجازة يجب أن يكون هناك تخطيط ويجب أن يكون هناك عمل، ولا تعني إجازة الصيف إخلاء المسؤولية وتركهم بدون أي حسيب أو رقيب، خاصة مع توافر الأجهزة الإلكترونية التي قد تكون مفسدة فساداً عظيماً للطفل، لأنه مهما كان مراهقا ويحب الاستكشاف ولو أحسن استخدام الجهاز في أول الأيام فمع مضي الوقت وزيادة وقت الفراغ ستراود له أفكار وسيبحث عنها وقد تتحول الإجازة إلى مفسدة عظيمة. [email protected]