16 سبتمبر 2025

تسجيل

ليلة القدر والفوز العظيم

03 يوليو 2016

ليلة الفوز العميم والفوز العظيم، من فاز بها وعلمها ودعى الله فيها من قلب مؤمن سليم؛ فقد نال الجائزة الكبرى في شهره بما قدم من صيام وطاعة وعبادة وقيام ليل، ومن حُرم معرفتها فقد خسر والله كثيرا.فقد روى أبو هريرة — رضي الله تعالى عنه — أنه صلى الله عليه وسلم قال: "من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه"، وروي عنه أيضاً أنه قال: "من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه" ومن أجمل التفاسير التي تحدثت عن ليلة القدر تفسير العلامة ابن عثيمين الذي تحدث عن سبب تسميتها، وسبب تسميتها بليلة القدر حيث قال رحمه الله:أولاً: سميت ليلة القدر من القدر وهو الشرف كما تقول فلان ذو قدر عظيم، أي ذو شرف عظيم.ثانياً: أنه يقدر فيها ما يكون في تلك السنة، فيكتب فيها ما سيجري في ذلك العام، وهذا من حكمة الله عز وجل وبيان إتقان صنعه وخلقه.ثالثاً: وقيل لأن للعبادة فيها قدر عظيم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه» (متفق عليه)وعن علامتها ذكر أيضا أن لليلة القدر علامات مقارنة وعلامات لاحقة.العلامات المقارنة:قوة الإضاءة والنور في تلك الليلة، وهذه العلامة في الوقت الحاضر لا يحس بها إلا من كان في البر بعيداً عن الأنوار.الطمأنينة، أي طمأنينة القلب، وانشراح الصدر من المؤمن، فإنه يجد راحة وطمأنينة وانشراح صدر في تلك الليلة أكثر من مما يجده في بقية الليالي.أن الرياح تكون فيها ساكنة أي لا تأتي فيها عواصف، بل يكون الجو مناسباً.أنه قد يُري الله الإنسان الليلة في المنام، كما حصل ذلك لبعض الصحابة رضي الله عنهم. أن الانسان يجد في القيام لذة أكثر مما في غيرها من الليالي.وقد يظن الكثيرون أن القرآن تحدث عنها فقط في سورة واحدة وهذا خطا شائع فقد بين رب العالمين لنا إياها في سورتين:قال تعالى في سورة القدر: {إنا أنزلناهُ في ليلةِ القدر *وما أدراكَ ما ليلةُ القدر * ليلةُ القدرِ خيرٌ من ألفِ شهر * تَنَزلُ الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كلِ أمر *سلامٌ هي حتى مطلع الفجر}.وقال تعالى في سورة الدخان: {إنا أنزلناهُ في ليلةٍ مباركةٍ إنا كنا مُنذرين * فيها يُفرَقُ كلُ أمرٍ حكيم}.وأخيراً إن ما تبقى من رمضان قليل وربما تكون فيه تلك الليلة العظيمة التي ربما تكون طوق نجاة لكثيرين شغلتهم الدنيا وأخذتهم بعيدا عن طريق النور والحق والهداية.فاللهم بحق هذه الأيام العظيمة والشهر الفضيل وبحق صومنا وقيامنا ودعائنا أن تغفر لنا ما تقدم من ذنبنا وما تأخر وتجعلنا من العتقاء من النار اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعفو عنا إنك أنت الغفور الرحيم فإنك نعم المولى ونعم النصير.