18 سبتمبر 2025

تسجيل

غير عاداتك بالصيام (2)

03 يوليو 2016

في المقال السابق تحدثنا عن كيفية تكوين العادة وقلنا إن تكرار سلوك معين، سواء كان ضارا أو نافعا سيحوله إلى عادة، لذا علينا ان ننتبه إلى سلوكياتنا وسلوكيات أبنائنا ولنحرص على تعويد انفسنا وكل من نعول على سلوكيات طيبة لأنها جميعها وبتكرارها ستتحول إلى عادات. وهناك آلية عقلية تحرص على أن تجعلنا نكرر ما اعتدنا عمله وتسمى بـ "آلية نطاق الراحة" هذه الآلية تجعلنا نميل دائما للجلوس في مكان معين أو الذهاب إلى نفس المحل أو التصرف بنفس السلوك إلا اذا حاولنا التغيير. والسؤال الآن: وكيف لنا أن نغير سلوكا ما لسنا راضين عنه وقد استمر معنا أكثر من عشر سنوات؟..... التغيير يبدأ بالملاحظة، مثال بدأت ألاحظ أنني أغضب بسرعة أو أنني أسهر من غير طائل، بعد ذلك اختبار سلوك جديد ليحل محل السلوك القديم غير المرغوب فيه، مثال الذي لاحظ انه يغضب بسرعة، فعليه عندما يشعر أنه في موقف سيثير غضبه ان يتنفس بعمق ويمسك الهواء في صدره ويطلقه بهدوء وبطء مع تكرار الحمدلله عدة مرات. وبتكراره لهذا الفعل سيحل السلوك الجديد (تنفس عميق وحمدلله تعالى) محل الغضب، الذي سيضعف بمرور الزمن.ويعتبر شهر رمضان المبارك فرصة عظيمة لتغيير عاداتنا السيئة فبعد ان كنا نتناول الطعام والشراب طيلة اليوم، ثم نتوقف عن تناولهما طيلة نهار رمضان ثم نفطر في ساعة محددة وتكون آخر وجبة لنا قبل اذان الفجر، ويستحب لنا صلاة التراويح وقيام الليل والإكثار من تلاوة القرآن الكريم ليل نهار وحضور دروس العلم وزيادة الإنفاق في سبيل الله وافطار الصائمين.يقول براين تراسي في كتابه Maximum Achievement إن الإنسان البالغ عليه أن يكرر من الإتيان بأي سلوك من 7 إلى 21 مرة حتى يتحول إلى عادة ونحن في رمضان مطلوب منا ان نكرر عادات طيبة ونتوقف عن قول وفعل كل ما هو منكر وحرام ثلاثين يوما وهذا التكرار كفيل بأن يكسبنا عادات طيبة بإذن الله تعالى، المهم ان نحافظ على التغيير الذي حققناه في رمضان ليستمر معنا طيلة العام ولأعوام عديدة بإذن الله تعالى، رمضان فرصة عظيمة للتقرب من الله تعالى وتصحيح مسار حياتنا وفقنا الله تعالى واياكم لما فيه رضاه سبحانه.