12 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); عن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه تبارك وتعالى قال: "إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك، فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها كتبها الله عز وجل عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة". رواه البخاري ومسلم. تضمنت هذا الحديث كتابة الحسنات، والسيئات، والهم بالحسنة والسيئة، فهذه أربعة أنواع: النوع الأول: عمل الحسنات، فتضاعف الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة. ومضاعفة الحسنة بعشر أمثالها لازم لكل الحسنات، وقد دل عليه قوله تعالى: {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها}. وأما زيادة المضاعفة على العشر لمن شاء الله أن يضاعف له، فدل عليه قوله تعالى: {مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة و الله يضاعف لمن يشاء و الله واسع عليم}.وقوله في حديث أبي هريرة: "إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به" يدل على أن الصيام لا يعلم قدر مضاعفة ثوابه إلا الله عز وجل لأنه أفضل أنواع الصبر، و{إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب}.وجاء عن طائفة من السلف أن مضاعفة الحسنات زيادة على العشر تكون بحسب حسن الإسلام، وكمال الإخلاص، وفضل ذلك العمل في نفسه، والحاجة إليه. النوع الثاني: عمل السيئات، فتكتب السيئة بمثلها، من غير مضاعفة، كما قال تعالى: {ومن جاء بالسيئة فلا يجزى إلا مثلها وهم لا يظلمون}.وقوله: "كتبت له سيئة واحدة" إشارة إلى أنها غير مضاعفة، لكن السيئة تعظم أحيانا بشرف الزمان أو المكان، كالأشهر الحرم، والبيت الحرام. وقد جاء عن ابن عباس: جعل الذنب فيهن أعظم، والعمل الصالح والأجر أعظم. وقال قتادة: اعلموا أن الظلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئة ووزرا فيما سوى ذلك.وكان جماعة من الصحابة يتقون سكنى الحرم، خشية ارتكاب الذنوب فيه. وكان عبد الله بن عمرو بن العاص يقول: الخطيئة فيه أعظم.وقد تضاعف السيئات بشرف فاعلها، وقوة معرفته بـالله، وقربه منه كما قال تعالى: {يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا }. النوع الثالث: الهم بالحسنات، فتكتب حسنة كاملة، وإن لم يعملها، والظاهر أن المراد بالهم هنا هو العزم المصمم الذي يوجد معه الحرص على العمل، لا مجرد الخطرة التي تخطر، ثم تنفسخ من غير عزم ولا تصميم.روي عن سعيد بن المسيب، قال: من هم بصلاة، أو صيام، أو حج، أو عمرة، أو غزوة، فحيل بينه وبين ذلك، بلغه الله تعالى ما نوى. ومتى اقترن بالنية قول أو سعي، تأكد الجزاء، والتحق صاحبه بالعامل، كما في الحديث: "وعبد رزقه الله علما، ولم يرزقه مالا، فهو صادق النية، يقول: لو أن لي مالا، لعملت بعمل فلان، فهو بنيته، فأجرهما سواء... ". النوع الرابع: الهم بالسيئات من غير عمل لها، تكتب حسنة كاملة، وفي الحديث: "إنما تركها من جراي" يعني: من أجلي. وهذا يدل على أن المراد من قدر على ما هم به من المعصية، فتركه لله تعالى، وهذا لا ريب في أنه يكتب له بذلك حسنة؛ لأن تركه المعصية بهذا القصد عمل صالح. فأما إن هم بمعصية، ثم ترك عملها خوفا من المخلوقين، أو مراءاة لهم، فقد قيل: إنه يعاقب على تركها بهذه النية، لأن تقديم خوف المخلوقين على خوف الله محرم. وكذلك قصد الرياء للمخلوقين محرم.