13 سبتمبر 2025

تسجيل

وانتصف شهر رمضان

03 يوليو 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); تمضي أيام شهر رمضان المبارك محملة بالخير والبركة، ذلك الشهر الذي فضله الله على سائر أشهر السنة، لأن فيه ليلة خير من ألف شهر في تلك الليلة التي انزل الله فيها كتابه على نبيه المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم، وكعادتنا في المناسبات السعيدة نسارع دائما إلى الاستعداد لهذه المناسبة، فما بالكم والمناسبة شهر رمضان والاستعدادات التي نعنيها هنا ليست أكداس الطعام والشراب، التي يتخيل من يتجول في الأسواق عشية الشهر الفضيل، أن الناس مقبلة (لا سمح الله) على مجاعة تمتنع عنهم فيها سبل الحصول على الطعام والشراب. وليست الاستعدادات باللهاث بين محطات التلفزيون المختلفة لمتابعة المسلسلات والبرامج والمسابقات والألعاب، كذلك ليس الأمر بالتكالب على السهر، إن لم يكن أمام الشاشة الفضية ففي الخيام الرمضانية، فهذه المظاهر والأنماط من السلوك باتت تلتصق بالشهر الكريم، وهو منها براء.رمضان الذي يهل علينا فرصة عظيمة ليس للأكل والشرب والسهر واللهو، لكن لوقفة مع النفس للتقرب من الله للإحساس بالأخ المسلم، الذي ربما ضغطت عليه الظروف فحرمته من الطعام أو الأمان. إن من بين خصائص شهر رمضان استجابة الدعاء، حيث ورد في القرآن الكريم تتابع آية الاستجابة مع آيات الصيام في قوله تعالى: "شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ، وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ".. ومن خصائصه وجود ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، وفي الحديث: "من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه"، ومنها المغفرة لمن صام رمضان ففي الحديث: "من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه". كما أن من خصائص رمضان مضاعفة الأجر بدون حدود ففي الحديث القدسي: "كل عمل ابن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به". إخوتي في الله.. لنحي شهر رمضان بما يليق به من صيام وقيام وصلاة وعبادة، ولنتذكر كرم الله علينا الذي يمنحنا كل عام شهرا كاملاً، لنراجع فيه أنفسنا وتصرفاتنا وسلوكَنا، فلا نضيّع هذه الفرصة.